فقد روى في ( الكافي ) عن عدة من أصحابنا ، عن سهل ، عن سلمان بن سماعة ، عن عبد اللَّه بن القاسم ، عن سماعة ، قال قال أبو عبد اللَّه عليه السّلام : « لمّا مات آدم شمت به إبليس وقابيل فاجتمعا في الأرض فجعل إبليس وقابيل المعازف والملاهي شماتة بآدم فكلّ ما كان في الأرض من هذا الضرب الَّذي يتلذّذ به الناس فإنّما هو من ذلك » [1] انتهى وزاد الشيخ المشار إليه بعد قوله « الناس ، من الزفن والمزمار والكومات والمكبرات » انتهى [2] . ولعله اشتباه ، فإنّه في حديث السكونيّ عنه عليه السّلام قال قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « أنهاكم عن الزفن والمزمار » [3] إلخ . والزفن بالزاء المعجمة بعدها الفاء والنون : الرقص . هذا ، ولكن في حرمة شدّة الفرح ، المجرّدة عن هذه الحركات ، إشكال . فإن قلت : فما معنى قولهم بتحريم اللهو بالصيد ؟ قلت : إن المراد به ما لم يكن لحاجة أو تجارة ، والتحريم لأخبار خاصّة لا لعموم أخبار اللهو ، فتأمل . نعم ، قد يقال : إنّ المشهور حرمة المسابقة على ما عدا المنصوص بغير عوض ، والظاهر أنّه لا وجه له عدا كونه لهوا . وفيه نظر ، على أن في كون الغناء مطلقا لهوا ما لا يخفى ، فليتأمّل . ومنها ما ورد من الأخبار الخاصّة من طرق العامة والخاصة بذمّ الغناء فهي على ثلاثة أقسام :
[1] . الوسائل ، ج 12 ، ص 233 ، حديث 5 . [2] . هذه الزيادة في بعض نسخ المكاسب القديمة كالمطبوعة في 1309 ه ق . بخطَّ محمد تقي الگلپايگاني ، ص 54 . [3] . الوسائل ، ج 12 ، ص 233 ، حديث 6 .