كالغناء وضرب الأوتار » [1] فيستفاد منه كونه من آلات اللهو . ولكن هذا يتمّ لو جعلنا الملاهي جمعا للملهاة بكسر الميم أي آلة اللهو ، وأمّا لو جعلناه جمعا للملهى بفتحها مصدرا ميميا بمعنى اللهو أو الملهي بضمها اسم فاعل من ألهى ، فلا دلالة على ما ذكر . ويؤيّده : أنّ ضرب الأوتار ليس من آلات اللهو ، لأنه فعل الملهي لا آلته ، وإنّما الآلة هي نفس الأوتار فالتمثيل به وبالغناء مناسب للفعل أو الفاعل لا الآلة فتدبّر . وخامسة : بأنّ المراد باللهو ، إن كان مطلق اللعب فلا قائل بحرمته سوى محمد بن إدريس الحلَّي في ( السرائر ) حيث قال - في كتاب الشهادات - : وقول شيخنا في ( نهايته ) : وتقبل شهادة من يلعب بالحمام [2] غير واضح ، لأنه سمّاه لاعبا ، واللعب بجميع الأشياء قبيح ، فقد صار فاسقا بلعبه ، فكيف تقبل شهادته ؟ وإنّما أورد لفظ الحديث إيرادا لا اعتقادا [3] انتهى . ونفى عنه البعد سيّد فقهائنا المتأخرين في ( الرياض ) . لو لا شذوذه بحيث كاد أن يكون مخالفا للإجماع [4] بل الظاهر : أنّ هذا القول مخالف للسيرة الفعلية المستمرّة بين المسلمين من الأوائل والأواخر ، ولم نقف فيهم من خواصّهم وعوامهم على من أنكر على اللاعب بغير الآلات المعهودة المحرّمة . و « حينئذ » فتكون الرواية من أخبار الآحاد الشاذّة ، فلا تكون حجّة ، لما تقرّر في محلَّه من أنّ العمل بها من شرائطها [5] أن لا تكون كذلك .
[1] . البحار ج 10 ، ص 229 . [2] . النهاية في مجرّد الفقه والفتاوى ، ص 327 . [3] . كتاب السرائر ، ص 184 . [4] . رياض المسائل ، ج 2 ، ص 430 . [5] . كذا . والظاهر : من شرائطه .