responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دوازده رسالهء فقهى دربارهء نماز جمعه از روزگار صفوى ( فارسي ) نویسنده : رسول جعفريان    جلد : 1  صفحه : 452


يتعمّد فى تبعيّة مقتضاها ، و هذا الشخص بعيد عن التنبّه فى سنة الغفلة ، فليس كلامى معه ؛ و قد تكون خفيّة يغفل المتّصف بها عن كونها دخيلة فى الحكم و الترجيح ؛ و إن عرف سببيّتها ، تركها و تبرّأ عنها ؛ فينبغى التّنبيه على الدّواعى : فالدواعى فى المسألة المفروضة يمكن تطرّقها إلى المثبت و النّافى : أمّا إلى المثبت فمثل حبّ انتشار وجوب هذا الأمر ، و كثرة المأمومين خلفه ، و قد تكون أدون من هذا ، مثل محبّته جمعيّة المأمومين خلف من يحبّ جمعيّتهم خلفه ، و قد تكون أدون من هذا أيضا و هو أن يرضى عنه أحد الرجلين ، و قد يكون أدون من هذا و هو حبّ موافقة المثبت ؛ و أما إلى النّافى فمثل مشقّة الإمامة و عدم الإطمينان بصلاحيّة غيره حتى يصلَّى خلفه ، أو مشقّة أن يصلَّى خلفه أحد أو خلف شخص هو إمام الجماعة أو مشقّة رعاية حضور محلّ إقامة الجمعة أو مشقّة رعاية الوقت أو حبّ موافقة منكر الوجوب أو حبّ رضاه أو حبّ رضاء محبّة أو حبّ كون قوله على وفق قوله ؛ و بالجملة للدّواعى سبيل إليهما ؛ فالواجب على طالب النجاة ، السّاعى لإطاعة الحجج و الإنقياد أن يتخيّل يوم الحشر و الحساب ، كأنّه يعاينه و يرى نفسه مؤاخذة بالأعمال الروية و تبعيّة الأغراض الدنيويّة الدنيّة [1] و يجعل نفسه برئية عن جميع الأغراض التى يبعّده عن تحصيل الزاد ليوم



[1] اعلم أن الأغراض الَّتى لها تسلَّط على الإنسان ، صارفة عن وصوله إلى المأمور الحقّة الَّتى لها منافاة مع تلك الأغراض ، سواء كانت من الاصول أو الفروع و الوصول الى الأمور الحقّة الموفقة مع الأغراض ، لمّا لم يكن خالصا ، لم يكن منفعته مثل منفعة من خلَّى نفسه عنها ؛ فلهذا أشرت إلى طريق تحصيل التخلية بما خطر ببالى . و بعد مضىّ سنتين لما كتبت ، تشرّفت بمطالعة وصيّة أمير المؤمنين عليه السّلام إلى ابنه الحسن صلوات الله عليه ؛ فإنّ كلامه المناسب لهذا المقام تزيينا لما كتبته بكلامه عليه السّلام و تقوية له به و ترغيبا للمسترشدين الى السعى فى تحصيل هذه الخصلة الشريفة . قال عليه السّلام فى أثناء الخطبة : و ابدأ قبل نظرك فى ذلك بالاستعانة بإلهك و الرّغبة إليه فى توفيقك و ترك كلّ شائبة أولجتك فى شبهة أو أسلمتك إلى ضلالة ، فإن أيقنت أن قد صفا قلبك فخشع و تمّ رأيك فاجتمع و كان همّك فى ذلك همّا واحدا فانظر فيما فسّرت لك و إن أنت لم يجتمع لك ما تحبّ من نفسك و فراغ نظرك و فكرك فاعلم أنّك إنّما تخبط العشواء و تتورّط الظَّلماء و ليس طالب الدّين من خبط أو خلط و الإمساك عن ذلك أمثل ( شرح نهج البلاغة ، ج 16 ، ص 70 ) بالاستعانة على الله و الرغبة فى توفيقه و ترك الأمور المانعة عن الوصول إشارة إلى عظمة هذا الأمر و إلى الاعتراف بضعف الإنسان عن تحصيل هذا الأمر بخصوصه ، بقوّته ، و إن كان الإنسان المسكين ضعيفا عن تحصيل الامور النافعة بقوّته مطلقا ، بل ينبغى التمسّك فى تحصيل هذا الأمر العظيم بالاستعانة بميسّر الأمور الصعبة ؛ و لما كان المقام مقام اشتباه و زلَّة فربما يظنّ من لم يحصل فيه شرائط التخلية المنجية عن الحبط العشواء أنها حصلت له ، أشار إلى أنّ اللائق به حال طالب الحق أن يرجع إلى نفسه بعد الاستعانة فى أنه هل حصل له هذه المرتبة أم لا ، و لا يكتفى بالظن بتوقف الانتفاع التام بالتخلية على صفاء القلب و خشوعه و تمام رأيه و اجتماعه عن التفرّق ، و صيرورة همّه واحدا ؛ فأمر عليه السلام بالنظر بعد اليقين عليها ، و أكّد ما ظهر بتصريح المفهوم مع مزيد بقوله « و ان أنت لم تجتمع » الى آخر ما ذكره ؛ فلا تغفل عن غاية المبالغة المستفاد فى هذه العبارة ، و اعلم أن وصيّته عليه السّلام له عليه السّلام بهذه التخلية و التأكيدات المبالغة إشارة إلى تطرّق الأغراض ، إلى كمّل المؤمنين و إن كانت هذه الوصيّة بالنسبة إلى أبى محمد عليه السّلام محتاجة إلى التوجيه كما أو مات اليه فى حاشيتى على هذه الوصية فى نهج البلاغة ؛ فلا ينبغى عدم اتّهام أحد ممّن لم يجاهد فى التخلية نفسه بالأغراض و ترك المجاهدة فى الأمور الواردة اكتفاء بالسابقة و عدم اتّهام أحد أحسن الظنّ به لها لاستيلاء الأغراض الخفيّة على كثير من المؤمنين و شيوع الغفلة عنها فلا تغفل . منه مد ظلَّه العالى .

452

نام کتاب : دوازده رسالهء فقهى دربارهء نماز جمعه از روزگار صفوى ( فارسي ) نویسنده : رسول جعفريان    جلد : 1  صفحه : 452
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست