أنحاء هجمات الاستكبار العالمي ودسائس الدول الاستعمارية ويصان بها الإسلام والمسلمون من صدمات الفتن والخطرات المستحدثة . ومن هنا قد قام العدوّ بجميع إمكانيّاته لإيراد الصدمة على هذا الركن الأساسي وأعمل جميع مساعيه لإمحائه عن صفحة هذه الثورة ، ومن ظرائف مكائده أنّه أنجز هذا الهدف الاستعماري أخيراً بعد رحلة الإمام الخميني ( قدّس سرّه ) بالسنة بعض أصدقاء هذه الثورة ، فتفوّهوا أحياناً بما يوهن هذا الركن الركين . ونرجو الله سبحانه أن يوفّقنا لحراسة معطيات ثورتنا الإلهية وصيانة دماء شهدائنا الأبرار وطيّ خطَّة عمل إمامنا الراحل وطاعة أوامر قائدنا المعظم آية الله الخامنئي . ثمّ إنّ فقهائنا العظام في طول الغيبة الكبرى وإن لم يغفلوا عن أهمّية مسألة ولاية الفقيه ، بل قد تعرّض كثيرٌ من فحول المحقّقين لبيان أهمّيتها وإثبات توسعة نطاقها . ولكن لم يُشيّد أساس هذه المسألة ولم يهتم بتحكيم مبانيها وتوسيع نطاقها أحدٌ مثل الإمام الراحل ( قدّس سرّه ) ، كما لا يخفى ذلك على من لاحظ كتابة المسمّى بهذا العنوان ( ولاية الفقيه ) ، وتأمّل في بحوثه العميقة الاستدلالية في كتاب البيع ، وما عقده من المسائل حول ذلك في كتابه « تحرير الوسيلة » . ولا سيّما أنّ الله تعالى وفّقه لإجراء هذا الحكم الإلهي وإنجاز هذا الهدف المقدّس بتأسيس الحكومة الدينية الإسلامية على أساس هذه المسألة وتشيد أركانها عليها . منهج البحث منهجنا في البحث عن مسألة ولاية الفقيه يكون بالاسلوب الآتي : بحثنا في البداية عن مقتضى القاعدة الأوّلية العقلية ، وهي تفيد عدم ثبوت