إلَّا 1036 كوكب منها كما في الزيج البهادري ، وقد قال عزّ من قائل : « وما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا » ( الاسراء 86 ) .
وقال الغزالي في الأحياء : هذا العلم يعنى به الأحكام النجوميّة كان معجزة لبعض الأنبياء ثم اندرس فلم يبق إلا ما هو مختلط لم يتميّز فيه الصواب عن الخطاء - إلخ .
قلت : وفي فرج المهموم ( ص 22 من طبع النجف ) أنّ ذلك النبي هو إدريس عليه السّلام وكذلك في مجمع البيان للشيخ الطبرسي عند تفسير قوله تعالى : « واذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ » الآية ، ان علم الهيأة كان معجزة له عليه السّلام ، وقال ابن خلدون في المقدمة : وربّما ذهب ضعفاء منهم إلى أن معرفة قوى الكواكب وتأثيراتها كانت بالوحي وهو رأى فائل وقد كفونا مؤنة إبطاله .
وقال أيضا : والمتقدمون منهم يرون أن معرفة قوى الكواكب وتأثيراتها بالتجربة وهو أمر تقصر الأعمار كلَّها لو اجتمعت عن تحصيله إذ التجربة إنما تحصل في المرات المتعددة بالتكرار ليحصل عنها العلم أو الظن وأدوار الكواكب منها ما هو طويل الزمن فيحتاج تكرّره إلى آماد وأحقاب متطاولة يتقاصر عنها ما هو طويل من أعمار العالم - إلخ .
وقال المعلَّم الثاني أبو نصر الفارابي في الفصل 22 من رسالة النكت في الطعن على أصحاب التنجيم كما في فلك السعادة ( ص 13 ) : من أعجب العجائب أن تمرّ القمر فيما بين البصر من الناس بأعيانهم في موضع من المواضع ويستر بجرمه عنهم ضوء الشمس وهو الذي يسمّى الكسوف فيموت لذلك ملك من ملوك الأرض ولو صح هذا الحكم واطرد لوجب أن كل إنسان إذا استتر بسحاب أو أي جسم كان عن ضوء الشمس فإنه يموت لذلك ملك من الملوك أو يحدث في الأرض حادث عظيم وذلك ما يتنفر عنه طباع المجانين فكيف العقلاء . انتهى وكذا للشيخ الرئيس كلام في أحكام التنجيم يطلب في آخر الفصل الأول

72