responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دروس معرفة الوقت والقبلة نویسنده : حسن حسن زاده آملى    جلد : 1  صفحه : 69


الجميلة وغيرها من الأخبار الواردة من أوليائنا في فنون علم الدين صلوات اللَّه عليهم أجمعين أحسن الحديث وحاو من كل شيء ما يتحير فيه الأوهام . ولا يخفى على الخبير أنّ الأخبار وحدها كاف في معجزة ديننا وصدقه لاشتمال أكثرها على اسرار لا تحتملها أفهام الجمهور ، وفهمها يحتاج إلى علوم كثيرة عقلية ونقلية بجميع شعبهما وقد عدّ عدّة منها الشهيد الثاني في قضاء اللمعة ، ومتى راجعنا إلى كتب التفسير والفقه وشرح الأخبار وغيرها نرى تبحّر علمائنا الأقدمين في فنون علوم الدين .
أرأيت هل يمكن لأحد من غير أن يتعلم الفقه أن يعلم آيات الأحكام وأخبارها ؟ ومن غير أن تدرّب في الحكمة المتعالية أن يفهم خطب نهج البلاغة وتوحيد الصدوق ، والكافي لا سيما كتاب العقل والجهل منه فضلا عن الآيات اللطيفة القرآنية في التوحيد والصفات الإلهية والحشر والمعاد ونحوها ؟
وأرأيت هل يتيسر لمن أعرض عن الفنون الرياضيّة من الحساب والهندسة والهيئة وتوابعها أن يدرك الكتب الفقهيّة المذكور فيها البحث عن الوقت والقبلة والهلال والإرث والوصيّة والديات والخمس والزكاة وغيرها ممّا يحتاج إلى تلك الفنون وكفى في قولنا هذا كتاب قواعد الأحكام للعلامة الحلَّي قدس سرّه شاهدا وهو كتاب واحد فقهيّ لا يتيسّر ادراك مسائله إلَّا لمن تبحّر في كثير من العلوم المتعارفة وغيرها .
على أن العلوم الرياضيّة لا سيما الهندسة مما تقوى الفكر ، وتعينه في كل علم ، وما أحسن ما قاله ابن خلدون في المقدمة ( 486 من طبع مصر ) : « واعلم أن الهندسة تفيد صاحبها إضاءة في عقله واستقامة في فكره ، لأنّ براهينها كلَّها بيّنة الانتظام ، جليّة الترتيب ، لا يكاد الغلط يدخل أقيستها لترتيبها وانتظامها فيبعد الفكر بممارستها عن الخطأ وينشأ لصاحبها عقل على ذلك المهيع وقد زعموا أنه كان مكتوبا على باب أفلاطون من لم يكن مهندسا فلا يدخلن منزلنا ، وكان شيوخنا - رحمهم اللَّه - يقولون : ممارسة علم الهندسة للفكر بمثابة الصابون

69

نام کتاب : دروس معرفة الوقت والقبلة نویسنده : حسن حسن زاده آملى    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست