وأصحاب زيج الغ بيك في 1744 من الإسكندراني بأفق سمرقند 23 وَ 30 وً 17 وأصحاب الزيج الهندي في 2028 من الإسكندراني بأفق شاه جهان آباد 23 و 28 وصاحب الزيج البهادري في 2148 من الإسكندراني بأفق صاحب گنج 23 و 27 وحيث إن الاختلاف في مقداره على جهة الانتقاص فقط كما ترى فالميل الكلَّي يأخذ في الانتقاص كما هو رأى أهل عصرنا من منجمي الإفرنج أيضا وسيأتي البحث عنه مشبعا مفصلا في الدروس الآتية إن شاء اللَّه تعالى .
ولا يخفى عليك أن هؤلاء الأعاظم من قديم الدهر إلى اليوم قد عزموا في فنّهم عزمة دونها العيوق منزلة ، وكدّوا أنفسهم ليس لغيرهم طاقة ، وحبذا ما قال القوشجي في كلامه المذكور قبل : ومن تأمّل في أحوال الأظلال على سطوح الرخامات شهد بأن هذا لشيء عجاب وأثنى عليهم بثناء مستطاب .
وفي هذا النوع قد دوّنت كتب قيمة من سالف الدهر كأصول أقليدوس ، واكرثاوذوسيوس ، وأكرمانالاؤوس والمجسطي لبطليموس وغيرها ، قد حرر كثيرا منها وهذبها أحسن تحرير وتهذيب فخر علماء المسلمين نصير الملة والدين المحقق الخواجة الطوسي ، وكذا قد بذل الجهد علماءنا الأعلام في تكميل ما صنّف فيه الأوائل وألفوا كتبا وبنوا أرصادا ، ورتبوا أزياجا مما يتحيّر فيها العقول والأذهان وناهيك في ذلك كتب البيروني ، والأمير أبي نصر بن عرّاق ، وابن هيثم ، والخواجة نصير الدين طوسي ، والبتّاتي وابن يونس وغيرهم من أكابر العلماء ، وأعاظمهم .
وقد كان كثير منها من سالف الأيام إلى قرب عصرنا يتعلَّم في المدارس ورغب عنها أكثر أهل زماننا واتخذوها سخريا بخيالات واهيّة وتسويلات شيطانية قرعت سمعهم وأشربت في قلوبهم . فيا إخواننا المشتغلين بتعليم علوم الدين وتعلَّمها إنّ هذه العلوم بدّكم اللازم ولات حين مناص لأن كتابنا القرآن المبين وأصولنا الأربعة وغيرها من الجوامع الروائية الَّتي عليها مدار استنباط أحكام اللَّه في جميع الأعصار ، للمشايخ الثلاثة وغيرهم من حملة الأخبار شكر اللَّه مساعيهم

68