نام کتاب : دروس معرفة الوقت والقبلة نویسنده : حسن حسن زاده آملى جلد : 1 صفحه : 419
الطوسي الخواجة نصير الملة والدين حضر ذات يوم حلقة درس المحقق بالحلة حين ورود الخواجة إليها فقطع المحقق الدرس تعظيما له وإجلالا لمنزلته فالتمس منه إتمام الدرس فجري البحث في استحباب التياسر قليلا لأهل العراق عن يمين القبلة فأورد المحقق الخواجة نصير الدين بأنه لا وجه لهذا الاستحباب لأن التياسر إن إن كان من القبلة إلى غير القبلة فهو حرام ، وإن كان من غيرها إليها فهو واجب . فقال المحقق الحلَّي التياسر منها إليها فسكت المحقق الطوسي ( ره ) . وتوضيح هذا الجواب يرجع إلى أن ذلك مبني على أن الكعبة قبلة من في المسجد والمسجد قبلة من في الحرم والحرم قبلة من في الدنيا كما تدلّ عليه بعض الروايات ولما كان الحرم عن يسار الكعبة أكثر منه عن يمينها لأنه عن يسارها ثمانية أميال وعن يمينها أربعة أميال استحب التياسر قليلا لكونه أقرب إلى الظن باستقبال الحرم فالتياسر في الحقيقة احتياط لتحصيل الظن بالاستقبال . قال ثم إن المحقق الحلَّي ألف رسالة لطيفة في المسألة وأرسلها إلى المحقق الطوسي فاستحسنها وقد أورد الشيخ أحمد بن فهد في المهذّب البارع في شرح المختصر النافع به تمامها إلخ وسيأتي ذكرها قريبا . وفي مجلد الصلاة من البحار قد جرى في ذلك مراسلات بين المحقق صاحب الشرائع والمحقق الطوسي قدس اللَّه روحيهما وكتب المحقق الأول في ذلك رسالة ثم قال والذي يخطر في ذلك بالبال أن الأمر بالانحراف لأن محاريب الكوفة وسائر بلاد العراق أكثرها كانت منحرفة عن خط نصف النهار كثيرا مع أن الانحراف في أكثرها يسير بحسب القواعد الرياضية كمسجد الكوفة فإن انحراف قبلته إلى اليمين أزيد مما تقتضيه القواعد بعشرين درجة تقريبا وكذا مسجد السهلة ومسجد يونس ولما كان أكثر تلك المساجد مبنية في زمن خلفاء الجور لم يمكنهم القدح فيها تقية فأمروا بالتياسر وعللوا بتلك الوجوه الخطابية لإسكاتهم وعدم التصريح بخطاء خلفاء الجور وأمرائهم وذكره أصحابنا من أن محراب المعصوم لا يجوز الانحراف عنه إنما يثبت إذا علم أن الإمام بناه ومعلوم
419
نام کتاب : دروس معرفة الوقت والقبلة نویسنده : حسن حسن زاده آملى جلد : 1 صفحه : 419