لمكَّة لا يتقاطعان لكونهما على امتداد واحد . ولكن الظاهر من التعريف الأول أن هذا الوجه ليس بمراد فالتعريفان واحد حقيقة .
الإشارة إلى جملة من الاخبار الواردة في القبلة قد أطلق في طائفة من الأخبار أن الكعبة قبلة من غير تقييد بقريب أو بعيد ، كما أطلق وعمّم قوله تعالى : « جَعَلَ الله الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ » . وقوله تعالى : « وحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ » :
ففي الوسائل عن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ما يعمل ابن آدم عملا أعظم عند اللَّه عز وجل من رجل قتل نبيّا ، أو هدم الكعبة التي جعل اللَّه عزّ وجل قبلة لعباده .
وفي التذكرة : روى أسامة ان النّبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم صلَّى قبل الكعبة وقال هذه القبلة .
وفيه : عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام وهذا بيت استعبد اللَّه به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه فحثّهم على تعظيمه وزيارته وجعله محلّ أنبيائه وقبلة للمصلين إليه ، الحديث .
وفي البحار نقلا عن معاني الأخبار والمجالس للصدوق بإسناده عن عبد اللَّه ابن سنان عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : إن للَّه عزّ وجلّ حرمات ثلاث ليس مثلهن شيء :
كتابه وهو حكمة ونور ، وبيته الذي جعله قياما للناس لا يقبل من أحد توجها إلى غيره ، وعترة نبيّكم . وفي قرب الاسناد مثله أيضا .
وفي الطائفة الثانية منها قبلة النائي الكعبة من غير إطلاق وتعميم :
ففي الوسائل ، الحلبي عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال سألته هل كان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم يصلَّى إلى بيت المقدس قال نعم فقلت ا كان يجعل الكعبة خلف ظهره فقال امّا كان بمكَّة فلا وامّا إذا كان هاجر إلى المدينة فنعم حتى حوّل إلى الكعبة .
وفيه أيضا : معاوية بن عمار عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال قلت له متى صرف رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم إلى الكعبة قال بعد رجوعه من بدر .

406