عن جانبيها بحيث لو خرج خط مستقيم من موقف المستقبل تلقاء ، وجهه وقع على خط جهة الكعبة بالاستقامة بحيث يحدث عن جنبيه زاويتان قائمتان فلو وقع الخط الخارج من موقف المصلَّى لا بالاستقامة بحيث تكون إحدى الزاويتين حادة ، والأخرى منفرجة لم يكن مستقبلا لجهة الكعبة ، وقد سبقه إلى نحو هذا التعريف صاحب التنقيح فيه .
جهة الكعبة التي هي القبلة للنائي خط مستقيم يخرج من المشرق إلى المغرب الاعتدالين ويمرّ بسطح الكعبة فالمصلَّي حينئذ يفرض نظره خطا يخرج إلى ذلك الخط فان وقع عليه على زاوية قائمة فذاك هو الاستقبال ، وإن كان على حادّة ومنفرجة فهو إلى ما بين المشرق والمغرب . عرفها به الفاضل المقداد قدس سرّه .
أقول : السمت في اصطلاح أهل الهيئة نقطة من دائرة الأفق إذا وجهها الإنسان كان مواجها للقبلة كما مرّ بيانه في الدرس 55 وإن شئت قلت هو الخط المخرج من وجه المصلَّي إلى القبلة . فمع العلم بتحصيل السمت وإلَّا فعلى الأقرب فالأقرب من الطرق وقد ذكرنا أن أقربها ما يتخذ من الهيئة .
وهذا المعنى الاصطلاحي للسمت هو جهة الكعبة للنّائي فأجود التعاريف وأسدّها في تعريف الجهة هذه أن يقال : هو السمت الذي يعلم به القبلة ، بأن يحمل السمت على معناه الاصطلاحي الهيوي ، والعلم بمعناه الأعمّ منه ومن الظن . لأن تحصيل السمت مبيّن على أطوال البلاد وعروضها ولا يكاد يكون فيهما اتفاق في الدرجات والدقائق فاستخراج خط السمت على حدّ يقال هذا هو السمت الذي إذا واجهها الإنسان كان مواجها للقبلة بتا لا يخلو من تعسّر . نعم يحصل بالدقة في العمل وكثرة الاعتناء به الظنّ المتاخم بالعلم بالسمت وإن كان تحصيل العلم بالسمت ممكنا سيما في عصرنا هذا يحصل بسهولة . فيلزم من تعريفنا كون الجهة أوسع من العين قربا وبعدا بحسب الآفاق كما لا يخفى .

396