نام کتاب : دروس معرفة الوقت والقبلة نویسنده : حسن حسن زاده آملى جلد : 1 صفحه : 393
منه فلا تبطل صلاتهم » فهذا الكلام من الشيخ صريح في نفي الجهة وتعيين استقبال الحرم خاصّة فلا يقبل الجمع كما تذكر به صاحب الرياض أيضا . ومع فرض صحة الجمع نقول إن هذا الجمع نفسه دليل على أن هذا القول لم يكن موافقا للصواب وإلا فلا حاجة إلى الجمع . قوله : إذ الأخبار متعارضة . قد علمت ما في الأخبار التي تمسكو بها هؤلاء الفريق من الضعف . قوله والآية غير دالة على أحد المذهبين ، قد دريت أن الآية دالة على أن الكعبة قبلة لكل أحد . وكذلك قد علمت بما تلوناها عليك موارد ضعفه الأخرى . وبالجملة إجماعهم مدخول ، وأخبارهم ضعيفة ، ومع فرض صحّتها محمولة على المحاورات العرفية ، وبالنسبة إلى النائي كنقطة واحدة ، على أنها معارضة بالأخبار الأخرى الصحاح ، واشكال الصف الطويل وان كان عندنا ساقطا رأسا يرد عليهم أيضا . والمسجد عند نزول الآية لم يكن منضبطا ، والذمّة عن الصلاة التي صلَّيت نحو الحرم أو المسجد منحرفة عن الكعبة مشغولة ويشكّ في برأته الذمّة عنها . والآمال التي ذكروها لا تعيّن جهة الحرم للنّائي أيضا . أما القول الثالث اعني كون عين الكعبة قبلة لجميع أهل الأرض من القريب والبعيد فمن المستحيل أن يستقبل البعيد عين البيت مع كروية الأرض . اللهم إلا أن يكون مراد قائله نفس البنية حيث عبر بالكعبة لا البيت فالمراد أنها قبلة من موضعها إلى عنان السماء وتخوم الأرض كما علمت من قبل . أو يكون مرادهم أن المصلي إذا كان على خطَّ السمت ساجدا بأن جعله بين قدميه فقد صلَّى على محيط دائرة أرضيّة مارّة بما بين قدميه وموضع سجوده ووسط البيت فيكون مواجها للكعبة أي القبلة بهذا المعنى على ما مرّ لكن قد دريت فيه أن الكعبة اسم للبيت خاصّة . فتأمّل .
393
نام کتاب : دروس معرفة الوقت والقبلة نویسنده : حسن حسن زاده آملى جلد : 1 صفحه : 393