نام کتاب : دروس معرفة الوقت والقبلة نویسنده : حسن حسن زاده آملى جلد : 1 صفحه : 389
هو التوجه إلى الأخيرين فما فائدة التفصيل في المقام من أن الكعبة قبلة لأهل المسجد . والمسجد قبلة لأهل الحرم ، والحرم قبلة لأهل الدنيا . وقوله تعالى : « فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ » ( البقرة - 144 ) يفيد هذا المعنى الذي أشرنا إليه لأن خاتم النبيّين صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم حين نزول الآية وانحراف القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة كان في المدينة لأن الآية في سورة البقرة وهذه السورة كلَّها مدنية إلا آية واتقوا يوما ترجعون فيه إلى اللَّه ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون فإنها نزلت في حجة الوداع بمنى كما في المجمع وغيره ، فمن كان في المدينة كان توجهه إلى المسجد عين التوجه إلى الكعبة وكما في المستند أن مثل ذلك يعارف في المحاورات العرفية فيقال لمن يسافر من الهند للحج مقصوده الحجاز ، ولمن في الحجاز مقصوده مكَّة ، ولمن في مكَّة مقصوده البيت مع أن مقصد الكل واحد . على أن القبلة على مذهبهم لزمت أن تكون مشتركة لفظية بين الحرم والمسجد والكعبة وقد قال اللَّه تعالى : « جَعَلَ الله الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ » . وقد قال النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم في احتجاجه على المشركين : إنا عباد اللَّه تعالى - إلى أن قال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم - : فلما أمرنا أن نعبده بالتوجّه إلى الكعبة أطعنا ثم أمرنا بعبادته بالتوجه نحوها في سائر البلدان . واشكال الصّف المستطيل لازم على مختارهم أيضا أعني أن الإلزام في الكعبة على ما بينه في الخلاف لازم في الحرم أيضا وإن كان أطول وأوسع منها . على أن المسلَّم عند الكلّ أن المسجد في زمان نزول الآية لم يكن بهذه السعة التي تكون في الحال بل اختلف سعة وضيقا في الأدوار المختلفة على ما بين في التواريخ فلا يعلم انضباط ما كان مسجدا عند نزول الآية بيقين ولا مقدار الإضافة فلا يعلم حدّ المسجد الذي قبلة لأهل الحرم .
389
نام کتاب : دروس معرفة الوقت والقبلة نویسنده : حسن حسن زاده آملى جلد : 1 صفحه : 389