نام کتاب : دروس معرفة الوقت والقبلة نویسنده : حسن حسن زاده آملى جلد : 1 صفحه : 387
جميع الفقهاء ذلك ، وقالوا القبلة الكعبة لا غير ثم اختلفوا فمنهم من قال كلَّف الإنسان التوجه إلى عين الكعبة . ومنهم من قال إلى الجهة التي فيها الكعبة وكلا القولين لأصحاب الشافعي . وقال أبو حنيفة كلَّف الجهة التي فيها القبلة . دليلنا إجماع الفرقة . وأيضا فلو كلَّف التوجه إلى عين الكعبة لوجب إذا كان صف طويل خلف الإمام أن تكون صلاتهم أو صلاة أكثرهم إلى غير القبلة . ويلزمهم أن يصلَّوا حول الإمام دورا كما يصلَّى في جوف المسجد وكل ذلك باطل بالإجماع وليس لهم أن يقولوا إنما كلَّف الجهة هربا من ذلك لأن جهات القبلة أيضا غير منحصرة بل جهة كل واحد من المصلَّين غير جهة صاحبه . ولا يمكن أن تكون الكعبة في الجهات كلَّها فالسؤال لازم لهم ولا يلزمه مثل ذلك لأنا نقول إن فرضهم التوجّه إلى الحرم والحرم طويل يمكن أن يكون كل واحد من الجماعة متوجها إلى جزء منه فلا تبطل صلاتهم لذلك . وروى ابن عقدة بإسناده عن بشير بن حفص الجعفي أبي الوليد قال : سمعت جعفر بن محمّد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم يقول : البيت قبلة لأهل المسجد والمسجد قبلة لأهل الحرم والحرم قبلة للناس جميعا . وروى مكحول عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن قال قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم الكعبة قبلة لأهل المسجد والمسجد قبلة لأهل الحرم والحرم قبلة لأهل الآفاق . انتهى . وحكى عنه ( ره ) في المعتبر : أن في رواية المفضل بن عمر في بيان علَّة التحرف عن القبلة إلى اليسار إيماء إلى ذلك . أقول : إنه قدس سره علَّل مختاره بإجماع الفرقة ، وخروج الصف الطويل عن القبلة لو كانت نفس الكعبة أو جهتها ، وإلزام المأمومين الصلاة حول الإمام دورا ، والأخبار . أمّا إجماع الفرقة - ويعني به إجماع الفرقة الإمامية كما هو ديدنه في الخلاف يعبر عنهم بالفرقة - فمدخول لوجود غير واحد من المخالف في المسئلة وقال العلامة في المعتبر : أما الإجماع فلم نتحققه لوجود الخلاف من جماعة من أعيان الفضلاء .
387
نام کتاب : دروس معرفة الوقت والقبلة نویسنده : حسن حسن زاده آملى جلد : 1 صفحه : 387