نام کتاب : دروس معرفة الوقت والقبلة نویسنده : حسن حسن زاده آملى جلد : 1 صفحه : 373
قال أبو محمّد عليه السّلام وجاء قوم من اليهود إلى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم فقالوا يا محمّد هذه القبلة البيت المقدس قد صليت إليها أربع عشرة سنة ثمّ تركتها الآن أفحقا كان ما كنت عليه فقد تركته إلى باطل فإنما يخالف ( فان ما يخالف الحق فهو باطل خ ل ) الحق الباطل أو باطلا كان ذلك فقد كنت عليه طول هذه المدة فما يؤمننا أن تكون الآن على الباطل . فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بل ذلك كان حقا وهذا حق يقول اللَّه تعالى : « قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ والْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ » إذا عرف صلاحكم يا أيها العباد في استقبال المشرق أمركم به وإذا عرف صلاحكم في استقبال المغرب أمركم به وإن عرف صلاحكم في غيرهما أمركم به فلا تنكروا تدبير اللَّه تعالى في عباده وقصده إلى مصالحكم . ثم قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قد تركتم العمل يوم السبت ثم عملتم بعده في سائر الأيام تم تركتموه في السبت ثم عملتم بعده أفتركتم الحق إلى باطل أو الباطل إلى حق أو الباطل إلى باطل أو الحق إلى حق قولوا كيف شئتم فهو قول محمّد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وجوابه لكم بل ترك العمل في السبت حق والعمل بعده حق فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم فكذلك قبلة البيت المقدس في وقته حق ثم قبلة الكعبة في وقته حق . فقالوا يا محمّد أفبدا لربك فيما كان أمرك به بزعمك من الصلاة إلى البيت المقدس حين نقلك إلى الكعبة . فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ما بدا له عن ذلك فإنه العالم بالعواقب والقادر على المصالح لا يستدرك على نفسه غلطا ولا يستحدث رأيا يخالف المتقدم جل عن ذلك ولا يقع عليه أيضا مانع يمنعه من مراده وليس يبد وإلا لمن كان هذا وصفه وهو عز وجل متعال عن هذه الصفات علوا كبيرا . ثم قال لهم رسول اللَّه أيها اليهود أخبروني عن اللَّه أليس يمرض ثم يصح ويصح ثم يمرض أبدا له في ذلك أليس يحيي ويميت أليس يأتي بالليل في أثر النهار ثم
373
نام کتاب : دروس معرفة الوقت والقبلة نویسنده : حسن حسن زاده آملى جلد : 1 صفحه : 373