نام کتاب : دروس معرفة الوقت والقبلة نویسنده : حسن حسن زاده آملى جلد : 1 صفحه : 374
بالنهار في أثر الليل أبدا له في كل واحد من ذلك قالوا لا قال فكذلك اللَّه تعبّد نبيه محمّدا صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بالصلاة إلى الكعبة بعد أن كان تعبده بالصلاة إلى البيت المقدس وما بدا له في الأول . ثم قال : أليس اللَّه يأتي بالشتاء في أثر الصيف والصيف في أثر الشتاء إبداله في كل واحد من ذلك قالوا لا قال فكذلك لم يبدله في القبلة قال : ثم قال أليس قد ألزمكم في الشتاء أن تحترزوا من البرد بالثياب الغليظة وألزمكم في الصيف ان تحترزوا من الحرّ أفبدا له في الصيف حتى أمركم بخلاف ما كان أمركم به في الشتاء قالوا قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم فكذلك اللَّه في تعبدكم في وقت لصلاح يعلمه بشيء ثم تعبدكم في وقت آخر لصلاح آخر يعلمه بشيء آخر فإذا أطعتم اللَّه في الحالين استحققتم ثوابه وأنزل اللَّه : « ولِلَّهِ الْمَشْرِقُ والْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله » أي إذا توجهتم بأمره فثم الوجه الذي تقصدون منه اللَّه وتأملون ثوابه . ثم قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم يا عباد اللَّه أنتم كالمرضى واللَّه رب العالمين كالطبيب فصلاح المرضى فيما يعلمه الطبيب يدبّره به لا فيما يشتهيه المريض ويقترحه إلا فسلَّموا للَّه أمره تكونوا من الفائزين . فقيل له يا بن رسول اللَّه فلم أمر بالقبلة الأولى فقال لما قال اللَّه عز وجل : « وما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها » وهي البيت المقدس : « إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ » إلا لنعلم ذلك منه موجود بعد أن علمناه سيوجد وذلك أن هوى أهل مكَّة كان في الكعبة فأراد اللَّه أن يبين متبع محمّد من مخالفه باتباع القبلة التي كرهها ومحمّد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم يأمر بها ولما كان هوى أهل المدينة في البيت المقدس أمرهم بمخالفتها والتوجه إلى الكعبة ليبيّن من يوافق محمّدا فيما يكرهه فهو مصدقه وموافقة ثمّ قال : « وإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى الله » إنما كان التوجه إلى البيت المقدس في ذلك الوقت كبيرة إلا على من يهدى اللَّه فعرف أن اللَّه يتعبد بخلاف ما يريده المرء ليبتلي طاعته في مخالفته هواه .
374
نام کتاب : دروس معرفة الوقت والقبلة نویسنده : حسن حسن زاده آملى جلد : 1 صفحه : 374