وروى في التهذيب بإسناده عن زرارة عن أبي جعفر عليه السّلام قال : كان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم يصلَّى ركعتي الصبح وهي الفجر إذا اعترض الفجر وأضاء حسنا . وفي الفقيه : وروى أنّ وقت الغداة إذا اعترض الفجر وأضاء حسنا .
وفي التهذيب عن أبي بصير المكفوف قال : سألت أبا عبد اللَّه عليه السّلام عن الصائم متى يحرم عليه الطعام ؟ فقال : إذا كان الفجر كالقبطية البيضاء . الخبر بيان : القبطية بضمّ القاف الثوب من ثياب مصر رقيقة بيضاء منسوب إلى القبط وهم أهل مصر . هذا في الثياب ، وأمّا في الناس فقبطي بالكسر كما في النهاية الأثيرية .
وفي الكافي عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام : قال الصبح هو الذي إذا رأيته معترضا كأنّه نباض سوري . ونحوه في التهذيب والفقيه إلَّا أن في الفقيه إذا رأيته كان معترضا .
بيان : النباض من نبض الماء إذا سال وفي التهذيب بإسناده عن هشام بن الهذيل عن أبى الحسن الماضي عليه السّلام قال سألت عن وقت صلاة الفجر فقال حين يعترض الفجر فتراه مثل نهر سوري . فالمراد من نباض سوري نهرها وقد قرء بالموحدة ثم الياء المثناة من تحت ووجهها ظاهر وسوري على وزن بشرى موضع بالعراق ( الوافي ج 5 ص 51 ) .
وإنما قيّدنا عدم تعلق الأحكام الشرعية والآداب الرسميّة بالنوع الأول من الفجر بقولنا غالبا لأنّ نبذة من العبادات تتعلَّق بطلوع الفجر الأول ، منها دخول وقت فضيلة الوتر فإنّ أفضل أوقاتها ما بين الفجرين كما رواه شيخ الطائفة قدس سرّه في التهذيب بإسناده عن إسماعيل بن سعد الأشعريّ قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن ساعات الوتر ؟ فقال أحبّها إلى الفجر الأول - الحديث ( الوافي ص 53 ج 5 ) .
فإنّ قوله عليه السّلام أحبّها إليّ يدلّ على أن وقت فضيلته الفجر الأول .

260