درس 15 في الفرق بين المسائل الرياضية الهيوية ، وبين الأحكام النجومية قد بيّنا التميز بينهما في المقدمة التي أوردناها على كتاب الخزائن للنراقي قدس سرّه الذي طبع بتصحيحنا وتعليقاتنا عليه في سنّة 1380 ه ش في طهران وفي تقاويمنا التي انتشرت مطبوعة في بضع سنين ونأتي بها هيهنا مع زيادة بيان وإيضاح فنقول :
إنّ ما في الأزياج وغيرها من الكتب المعمولة في هذه الصناعة على نوعين :
النوع الأول مبتن على أصول صحيحة متقنة ، وقواعد سديدة رياضيّة مبرهنة ، ممدوح عند العقل والشرع لا يعتريه ريب ولا يشوبه عيب كتعيين جهة القبلة في البلاد ، والكسوفين ، والأهلَّة ، ومقادير الأيام والشهور والأعوام ونحوها مما يحتاج إلى معرفتها الناس ، ويعمّ نفعها العوام والخواص ، وندب ورغب إليها القرآن في عدة مواضع كقوله تعالى : « وهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ والْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ » ( الأنعام 97 ) .

65