نام کتاب : دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 620
وليس كلّ ما يُروى ويُنْسَب إِلى النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أو إِلى الأئمة أو الصحابة بصحيح ، بل يجب عرضه على الكتاب العزيز ; فما خالفه زخرف وباطل . ويجب على أهل النظر التتبّع وتشخيص الغثّ من السّمين والصحيح من السقيم . وفي نهج البلاغة : " إِنّ في أيدي الناس حقّاً وباطلا ، وصدقاً وكذباً ، وناسخاً ومنسوخاً ، وعامّاً وخاصّاً ، ومحكماً ومتشابهاً ، وحفظاً ووهماً . ولقد كذب على رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على عهده حتّى قام خطيباً فقال : من كذب عَلىَّ متعمّداً فليتبوّء مقعده من النار . وإِنّما أتاك بالحديث أربعة رجال ليس لهم خامس : رجل منافق مظهر للإيمان متصنّع بالإسلام لا يتأثّم و لا يتحرّج يكذب على رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) متعمّداً . فلو علم الناس أنّه منافق كاذب لم يقبلوا منه و لم يصدّقوا قوله ولكنّهم قالوا : صاحب رسول اللّه رآه وسمع منه ولقف عنه ، فيأخذون بقوله وقد أخبرك اللّه عن المنافقين بما أخبرك . . . " [1] وإِذا كان هذا حال عصر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مع قربه من عصر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فكيف بأعصار حكّام الجور من الأمويين والعباسيين وسلاطين عصورهم وظهور أهل الأهواء وتقرّبهم منهم كثيراً . وقد ضبط المورّخون أحوال كثير من الوضّاعين ، فراجع . [2] وفي كنز العمال ، عن أبي هريرة : " إِذا رأيت العالم يخالط السلطان مخالطة كثيرة فاعلم أنّه لصّ . " [3] والحمد للّه ربّ العالمين ، وصلّى اللّه على محمّد وآله الطاهرين ، ولعنة اللّه على أعدائهم أجمعين . تمّ الجزء الأوّل من الكتاب ، ويتلوه إِن شاء اللّه الجزء الثاني ، وأوّله الباب السادس منه . < / لغة النص = عربي >
[1] نهج البلاغة ، فيض / 665 ; عبده 2 / 214 ; لح / 325 ، الخطبة 210 . [2] راجع كتب الرجال من الفريقين ، ومن جملة كتب السنة : كتاب " الضعفاء " لابن حبان ، و " الحافل المذيل على الكامل " لابن عدي ، و " ميزان الاعتدال " ، و " لسان الميزان " . [3] كنز العمال 10 / 186 ، الباب 2 من كتاب العلم من قسم الأقوال ، الحديث 28973 .
620
نام کتاب : دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 620