نام کتاب : دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 584
عمر وخطّأه . وتخطئته له في الحقيقة تخطئة لقرّة عين الرسول السبط الشهيد أيضاً في قيامه وثورته . ثم لو صحّ ما حدثه ابن عمر من لزوم كون البيعة في العنق فما هو عذره وعذر أمثاله في التخلّف عن بيعة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ؟ ! وأعجب من ذلك التخلّف عن بيعة مظهر الزهد والتقوى وباب علم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، و البيعة لمثل حجاج سفّاك الدماء بمسّ رجله كما في ابن أبي الحديد . [1] كما أن من أظهر مظالم التاريخ تخطئة الخروج على مثل يزيد من جانب ، وتبرير عمل الخارجين على أمير المؤمنين أخي رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مع بيعة المهاجرين و الأنصار له من جانب آخر مع ما ترتب على خروجهم من إِهدار دماء المسلمين في الجمل وصفين . وكيف لم يمسّ هذا الخروج قداسة الخارجين وكرامتهم ! هذا . 8 - وفي كتاب الخراج لأبي يوسف القاضي ، عن الحسن البصري ، قال رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لا تسبّوا الولاة ، فإنّهم إِن أحسنوا كان لهم الأجر وعليكم الشكر وإِن أساؤوا فعليهم الوزر وعليكم الصبر ، وإنّما هم نقمة ينتقم اللّه بهم ممن يشاء فلا تستقبلوا نقمة اللّه بالحميّة والغضب واستقبلوها بالاستكانة والتضرع . " [2] 9 - وفي سنن أبي داود ، عن أبي هريرة ، قال رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " الجهاد واجب عليكم مع كلّ أمير برّاً كان أو فاجراً ، والصلاة واجبة عليكم خلف كلّ مسلم برّاً كان أو فاجراً وإِن عمل الكبائر . " [3] إِلى غير ذلك من الروايات الظاهرة في وجوب التسليم لحكام الجور وعدم جواز الخروج عليهم . وهذه الروايات تشبه بوجه الأخبار المستفيضة الواردة بطرقنا المذكورة في الباب
[1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 13 / 242 . [2] كتاب الخراج لأبي يوسف / 10 . [3] سنن أبي داود 2 / 17 ، كتاب الجهاد ، باب في الغزو مع أئمة الجور .
584
نام کتاب : دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 584