نام کتاب : دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 464
برواة الحديث غير معهود فإنّهم عترة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وآله وخزّان علمه . وليس المراد من قوله ( عليه السلام ) : " يرون حديثي وسنّتي " : الحفّاظ لألفاظ الحديث نظير المسجلات ، بل المتفقّهون في أقواله وسنّته . ويشهد لذلك قوله في بعض النقول : " فيعلمونها الناس من بعدي . " إِذ التعليم شأن من درى الرواية وتفهّمها . بل ربّ راو لا يعلم بكون ما يرويه كلاماً للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وسنّة له حقيقة ، فإنّ تشخيص السنّة الصادقة عن الأخبار المختلقة أو المحرّفة ، ومعرفة ما هو الحقّ من الأخبار المتعارضة إِنّما هو من شؤون أهل الدراية والفقه وأهل التحقيق و المعرفة ، كما لا يخفى على علماء الرجال والدراية . هذا مضافاً إِلى أنّه بمناسبة الحكم والموضوع يظهر لنا عدم إِرادة الراوي المحض ، إِذ لا يناسب جعل منصب خلافة النّبيّ الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لمن لا شأن له إِلاّ حفظ ألفاظ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بلا دراية ودرك لمفاهيمها وتفقّه فيها ، كما هو واضح . فإن قلت : قوله : " يروون حديثي وسنّتي " ، وكذلك قوله : " فيعلّمونها الناس من بعدي " قرينة على إِرادة الخلافة في خصوص بيان الروايات وتعليم الأحكام . قلت : أوّلا : لم يكن النّبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) راوياً حتّى يخلفه الرواة في الرواية . وثانياً : إِنّ الظاهر أنّ الذيل ذكر معرّفاً للخلفاء لا محدّداً للخلافة ، فيكون المراد توصيف من له أهلية الخلافة عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وإِن كانت الخلافة مطلقة . بل النّبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أيضاً كان الملاك المهمّ لخلافته المطلقة عن اللّه معارفه وعلومه و تعليماته ، وكذلك أبونا آدم ( عليه السلام ) . ألا ترى أنّ اللّه - تعالى - بعدما قال للملائكة : " إِنّي جاعل في الأرض خليفة . " ، وقال الملائكة : " نحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك " قال - تعالى - : " وعلّم آدم الأسماء كلّها ثمّ عرضهم على الملائكة فقال أنبؤوني بأسماء هؤلاء إِن كنتم صادقين . . . " [1] ؟ إِذ يظهر من الآيات