نام کتاب : دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 453
نعم ، الإطلاق ربّما ينتج العموم الاستغراقي وربّما ينتج العموم البدلي ، وهذا بحسب اختلاف الموارد ، كما لا يخفى . هذا مضافاً إِلى أنّ قوله : " جعلته عليكم حاكماً " يصير مفاده أنّ " حاكميّة الفقيه مجعولة " فتصير الحاكميّة موضوعاً للجعل ، اللّهم إِلاّ أن يقال هذا خلط بين الموضوع المصطلح في علم الأصول والموضوع المصطلح في علم النحو ، والحاكميّة بحسب المفاد محمول على الفقيه وإِن جعلت في القضية موضوعاً . وقد تلخّص ممّا ذكرناه هنا أنّ الحكم بالإطلاق مع تحقّق مقدّماته لا يفرق فيه بين الموضوع وبين غيره ، وأنّ كون القضاء هو القدر المتيقّن من لفظ الحاكم في المقبولة لا يوجب حمله على خصوص القضاء ، وكون المورد خصوص المنازعة أيضاً لا يوجب الاختصاص فإنّ المورد لا يخصّص بعد كون الجواب عامّاً . فالإشكال السادس مدفوع وباطل من أساسه . السابع : أنّ لفظ الحَكَم في المقبولة ظاهر في قاضي التحكيم ، أي المحكّم من قبل المتخاصمين ، فيكون المراد بالحاكم أيضاً ذلك لتتلائم الجملتان . وعلى هذا فليس في المقبولة نصب لا للوالي ولا للقاضي . وليس لفظ : " الجعل " هنا بمعنى الإنشاء والإيجاد ، بل بمعنى القول والتعريف . فيصير محصّل كلام الإمام ( عليه السلام ) أنّي أقول لكم وأرشدكم أنّ الرجل الكذائي صالح لأن تختاروه وترضوا به حكماً بينكم . قال في لسان العرب في معاني الجعل : " جعل الطين خزفاً والقبيح حسناً : صيّره إِيّاه . وجعل البصرة بغداد : ظنها إِياه . . . و قوله : " وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إِناثاً " ، قال الزجّاج : الجعل هيهنا بمعنى القول والحكم على الشئ . كما تقول : قد جعلت زيداً أعلم الناس ، أي قد وصفته بذلك وحكمت به . " [1]