نام کتاب : دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 381
طاعته وامتثال أوامره ، لقوله - تعالى - : " أطيعوا اللّه وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم . " فلو لم يكن معصوماً لجاز أن يأمر بالخطأ ; فإن وجب علينا اتباعه لزم الأمر بالضدين وهو محال . ويجب أن يكون منصوصاً عليه من اللّه أو من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أو ممن ثبتت إِمامته بالنص منهما ، لأن العصمة من الأمور الخفية التي لا يمكن الاطلاع عليها ، فلو لم يكن منصوصاً عليه لزم تكليف ما لا يطاق . " [1] فاستدل على اعتبار العصمة في الإمام بوجهين ، وجعل اعتبارها دليلا على كون الإمامة بالنص . اشعاراً بردّ المخالفين القائلين بانعقادها بالبيعة والانتخاب العمومي . وقد كثر كلام الأصحاب في تفسير العصمة . وفي رواية عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) : " قيل له يا بن رسول اللّه ، فما معنى المعصوم ؟ فقال : " هو المعتصم بحبل اللّه . وحبل اللّه هو القرآن ، لا يفترقان إلى يوم القيامة . " [2] وفي رواية هشام بن الحكم ، عن أبي عبد اللّه : " المعصوم هو الممتنع باللّه من جميع محارم اللّه . وقد قال اللّه - تبارك وتعالى - : ومن يعتصم باللّه فقد هدي إِلى صراط مستقيم . " [3] أقول : البحث في عصمة النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والأئمة الاثني عشر ، أو الأنبياء و أوصيائهم بحث كلامي اعتقادي ، وليس المقام مقام التعرض له . ونحن الشيعة الإمامية نعتقد بذلك للإجماع والأخبار الكثيرة : ففي بعضها : " علىّ ( عليه السلام ) والأئمة من ولده معصومون . " وفي بعضها : " كاتبا علي ( عليه السلام ) لم يكتبا عليه ذنباً . " وفي بعضها " الإمام منا لا يكون إِلا معصوماً . " وفي بعضها : " الأنبياء وأوصياؤهم لا ذنوب لهم لأنهم معصومون مطهرون . " إِلى غير ذلك من المضامين . [4] وليس بحثنا هنا في هذه الأمور .
[1] التذكرة 1 / 452 - 453 . [2] بحار الأنوار 25 / 194 ، كتاب الإمامة ، باب عصمتهم ولزوم عصمة الإمام ( عليه السلام ) ، الحديث 5 . [3] بحار الأنوار 25 / 194 ، باب عصمتهم ولزوم عصمة الإمام ( عليه السلام ) ، الحديث 6 . [4] راجع بحار الأنوار 25 / 191 - 211 ، باب عصمتهم ولزوم عصمة الإمام ( عليه السلام ) .
381
نام کتاب : دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 381