نام کتاب : دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 313
لنرى المعالم من دينك ، ونظهر الإصلاح في بلادك ، ويأمن المظلومون من عبادك ، ويعمل بفرائضك وسننك وأحكامك ، فإنكم إِن لا تنصرونا وتنصفونا قوى الظلمة عليكم ، وعملوا في إِطفاء نور نبيكم ، وحسبنا اللّه ، وعليه توكلنا ، واليه أنبنا ، وإِليه المصير . " [1] وذكر قطعتان من الرواية في نهج البلاغة بتفاوت مّا . [2] ويظهر من الحديث الشريف شدّة اهتمام الشارع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمفهومهما الوسيع ، ولذا رتّب عليهما ردّ المظالم ، ومخالفة الظالم ، وقسمة الفيء والغنائم ، وأخذ الصدقات من مواضعها ووضعها في حقها . وأنت تعلم أن اجراء هما بهذه السعة يقتضي تحصيل القدرة وإِقامة الدولة الحقة ، و لذا قلنا سابقاً إِنّ نفس أدلة الجهاد والدفاع عن بيضة الإسلام ، وأدلة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر من أقوى الأدلة على لزوم إِقامة الدولة الحقة . وبالجملة ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بمفهومهما الوسيع بمعنى إِشاعة المعروف والعدل وقطع جذور المنكر والفساد ، يلازمان الحكومة العادلة ، وإِذا تركا خلا الجّو والمحيط قهراً لتسلط الأشرار ودولتهم ، كما قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في وصيته المعروفة قبل وفاته : " لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولّى عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم . " [3] فتسلط الأشرار أثر طبيعي لتفرق الناس وعدم مراقبة بعضهم لبعض وعدم اهتمامهم بما يجري في المجتمع ، فتدبّر . والعجب من أهل التخاذل والتواكل ، كيف أغمضوا عن الآيات والأخبار الكثيرة الواردة من طرق الفريقين في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أو تلاعبوا بها و حصروها في الأمر والنهي الواقعين خفية في الموارد الجزئية ؟ ! مع أن الظاهر من بعض الأخبار كون الجهاد بسعته شعبة من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وفي زيارة السبط الشهيد ( عليه السلام ) : " أشهد أَنّك قد أقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة ، وأمرت
[1] تحف العقول / 237 ، والوافي 2 " م 9 " / 30 ، باب الحث على الأمر بالمعروف . . . من أبواب الأمر بالمعروف . . . . [2] نهج البلاغة ، فيض / 317 و 406 ; عبده 1 / 204 و 2 / 19 ; لح / 154 و 189 ، الخطبة 106 و 131 . [3] نهج البلاغة ، فيض / 978 ; عبده 3 / 86 ; لح / 422 ، الكتاب 47 .
313
نام کتاب : دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 313