responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية نویسنده : الشيخ المنتظري    جلد : 1  صفحه : 312


الأكابر .
أليس كل ذلك إِنّما نلتموه بما يرجى عندكم من القيام بحقّ اللّه وإِن كنتم عن أكثر حقه تقصرون ؟ فاستخففتم بحق الأئمة . فأمّا حقّ الضعفاء فضيّعتم ، وأمّا حقّكم بزعمكم فطلبتم .
فلا مالا بذلتموه ، ولا نفساً خاطرتم بها للذي خلقها ، ولا عشيرة عاديتموها في ذات اللّه .
أنتم تتمنون على اللّه جنته ومجاورة رسله وأماناً من عذابه . لقد خشيت عليكم أيّها المتمنون على اللّه أن تحلّ بكم نقمة من نقماته ، لأنكم بلغتم من كرامة اللّه منزلة فظلتم بها ، و من يُعرف باللّه لا تكرمون ، وأنتم باللّه في عباده تُكرَمون ، وقد ترون عهود اللّه منقوضة فلا تفزعون وأنتم لبعض ذمم آبائكم تفزعون ، وذمّة رسول اللّه محقورة ( مخفورة خ . ل ) ، والعُمْى والبُكم والزمني في المدائن مهملة لا ترحمون ، ولا في منزلتكم تعملون ، ولا من عمل فيها تعينون ( تعنون خ . ل ) ، وبالادّهان والمصانعة عند الظلمة تأمنون ، كل ذلك مما أمركم اللّه به من النهي والتناهي وأنتم عنه غافلون .
وأنتم أعظم الناس مصيبة لما غُلبتم عليه من منازل العلماء لو كنتم تشعرون ( تسعون خ . ل وفي الوافي : " لو يسعون " ) . ذلك بأن مجاري الأمور والأحكام على أيدي العلماء باللّه ، الأمناء على حلاله وحرامه . فأنتم المسلوبون تلك المنزلة ، وما سلبتم ذلك إِلاّ بتفرقكم عن الحقّ واختلافكم في السنّة بعد البينة الواضحة ، ولو صبرتم على الأذى ، وتحملتم المؤونة في ذات اللّه كانت أمور اللّه عليكم ترد ، وعنكم تصدر ، وإِليكم ترجع ، ولكنكم مكّنتم الظلمة من منزلتكم ، واستسلمتم أمور اللّه في أيديهم ، يعملون بالشبهات ويسيرون في الشهوات .
سلّطهم على ذلك فراركم من الموت ، وإِعجابكم بالحياة الّتي هي مفارقتكم ، فأسلمتم الضعفاء في أيديهم ، فمن بين مُستعبَد مقهور ، وبين مستضعَف على معيشته مغلوب . يتقلبون في الملك بآرائهم ، ويستشعرون الخزي ( الجري - وافي ) بأهوائهم ، اقتداءً بالأشرار وجرأةً على الجبّار . في كلّ بلد منهم على منبره خطيب يصقع ( مسقع - وافي ) . فالأرض لهم شاغرة و أيديهم فيها مبسوطة ، والناس لهم خَوَل ، لا يدفعون يَدَ لامس ، فمن بين جبار عنيد ، وذي سطوة على الضعفة شديد ، مطاع لا يعرف المبدئ المعيد . فيا عجباً ! ومالي لا أعجب : والأرض ( كلمة " والأرض " ليست في الوافي ، ولعلّه أصّح . ) من غاشّ غشوم ، ومتصدق ظلوم ، وعامل على المؤمنين بهم غير رحيم . فاللّه الحاكم فيما فيه تنازعنا ، والقاضي بحكمه فيما شجر بيننا .
اللّهم إِنّك تعلم أنّه لم يكن ما كان منّا تنافساً في سلطان ، ولا التماساً من فضول الحطام ، ولكن

312

نام کتاب : دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية نویسنده : الشيخ المنتظري    جلد : 1  صفحه : 312
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست