نام کتاب : دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 207
والأخبار في فضائل زيد وعلمه وزهده وإِمضاء قيامه كثيرة مستفيضة . وقوله ( عليه السلام ) : " كان عالماً وكان صدوقاً " إِشارة إلى صلاحيته لان يكون أميراً في الثورة الحقة بحسب علمه وعمله . ولا خصوصية لزيد قطعاً ، وانما الملاك هدفه في قيامه وصلاحيته لذلك . فالقيام لنقض الحكومة الفاسدة الجائرة مع إِعداد مقدماته جائز بل واجب . ولو ظفر زيد لوفى بما دعا اليه من إِرجاع الحكومة إلى المرضيّ من آل محمد ، كما نطق به الخبر . وعدم تسميته لشخص الإمام الصادق ( عليه السلام ) لعله كان لوجهين : الأول : انه أراد أن ينجذب اليه ويساعده كل من كان مخالفاً للحكومة الفاسدة من أيّ فرقة من فرق المسلمين كان ، ولذا اعانه حتى بعض من لم يكن من الخاصة ، وقد حكى ان أبا حنيفة مثلا أعانه بثلاثين ألف درهم لذلك . الثاني : انه أراد ان يبقي الإمام الصادق ( عليه السلام ) محفوظاً من شرّ الحكومة الفاسدة على فرض عدم الظفر ليبقى ركناً وأساساً للحقّ ، يجدّد بناء الإسلام ببيان معارفه و أخلاقياته وأحكامه بعد أن أخفتها حجب التأويلات والتحريفات وأستار الجهل و الكتمان . وحفظه ( عليه السلام ) كان من أهمّ الفرائض ، كما لا يخفى على من اطلع على العلوم الصادرة عنه ( عليه السلام ) في شتّى الموضوعات . وروى عمرو بن خالد ، قال : قال زيد بن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : " في كل زمان رجل منّا أهل البيت يحتج اللّه به على خلقه . وحجة زماننا ابن أخي : جعفر بن محمد ، لا يضلّ من تبعه ولا يهتدي من خالفه . " [1]
[1] بحارالأنوار 46 / 173 ، تاريخ علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، الباب 11 ( باب أحوال أولاد علي بن الحسين ( عليهما السلام ) وأزواجه ) ، الحديث 24 .
207
نام کتاب : دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 207