إسم الكتاب : حاشية مجمع الفائدة والبرهان ( عدد الصفحات : 885)
القميين أصلا ، كالكليني والشيخ وغيرهما من المشايخ ، فإنهم رووا عن سهل بن زياد والبرقي وأمثالهما ما لا يحصى عددا ، واعتمدوا عليها ، وأفتوا بها ، ومنها حديث غدير خم [1] ، فقد قال الصدوق ما قال ، وبعده إلى الآن لم يتأمل أحد فيه . على أنهم رووا عن زيد النرسي أكثر من أن يحصى معتمدين عليها كما لا يخفى ، مضافا إلى ما ذكروه بالنسبة إلى الأصول الأربعمائة مما لا يخفى على المطلع ، ولا تأمل في أن كتاب زيد من جملة الأصول ، وصرحوا به [2] . ومع ذلك ، ابن الغضائري - مع إفراطه في القدح ، حتى بالنسبة إلى الأعاظم - ما قدح عليه ، بل بعد ما نقل عن الصدوق أن كتابه وكتاب الزراد موضوعان قال : ( وغلط أبو جعفر في هذا القول ، فإني رأيت كتبهما مسموعة من ابن أبي عمير ) [3] ، وناهيك بهذا تخطئة له ، واعتمادا على كتبهما . مضافا إلى أن الشيخ في " الفهرست " - بعد ما نقل عن ابن الوليد عدم الرواية والوضع - قال : ( وكتاب زيد النرسي رواه ابن أبي عمير عنه ) [4] ، وفيه - بعد التخطئة وإظهار الاعتماد - إشارة منه إلى توثيق زيد ، لأنه ذكر في " عدته " أن ابن أبي عمير لا يروي إلا عن ثقة [5] . ويؤيد الاعتماد ، بل والتوثيق أيضا ، ما ذكر في ترجمته بالنسبة إلى نفسه وكتبه ونوادره ، بل ومرسلاته وأنه ممن أجمعت العصابة [6] ، ويستفاد من كلام
[1] الكافي : 1 / 293 الحديث 3 . [2] لاحظ ! جامع الرواة : 1 / 343 . [3] نقله عنه : جامع الرواة : 1 / 343 . [4] الفهرست للطوسي : 71 الرقم 289 - 290 . [5] عدة الأصول : 1 / 386 . [6] رجال الكشي : 2 / 830 الرقم 1050 .