لا ضعف في سهل وحققناه في الرجال [1] ، والدلالة وإن كانت ضعيفة ، لكن لا يخلو بعد من دلالة ما ، من جهة سؤال مثل علي بن جعفر عن مثل هذا الحكم المخالف للأصل والكتاب والسنة والإجماع - بحسب الظاهر - وفيه شهادة على اشتهار ذلك في ذلك الزمان عند الشيعة ، وأن ذلك صار منشأ لسؤال مثل هذا الجليل ، والمعصوم ( عليه السلام ) قرره . ويقوي الدلالة ، ورود هذا المعنى في غير واحد من أخبارهم [2] ، فإن الأخبار بعضها يعاضد بعضا ، وتبين المراد منه ، فتأمل ! وحكاية شرب السنة سيجئ الكلام فيها ، فلاحظ ! قوله : ومثلها رواية إسحاق بن عمار ، قال : " شكوت إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) بعض الوجع ، فقلت له : إن الطبيب وصف لي شرابا ، آخذ الزبيب وأصب عليه الماء للواحد اثنين ، ثم أصب عليه العسل ، ثم أطبخه حتى يذهب ثلثاه فيبقى الثلث [3] ، فقال : أليس حلوا ؟ ! قلت : بلى ، قال : اشربه ، ولم أخبره كم العسل " [4] ، بل يمكن فهم الحل مطلقا من قوله ( عليه السلام ) : " أليس حلوا ؟ ! " ، فافهم . . إلى آخره [5] . الظاهر أن مراده أنه علة منصوصة . وفيه ، أن العنبي أيضا حلو وليس بحلال قطعا ، فما توهم كونه العلة ليس بعلة ، فالعلة غير ظاهرة ، فضلا عن النصية ، لأن التخصيص من لوازم العموم ، ويقتضي كون اللفظ مستعملا في خلاف ما وضع له ، ولا بد من قرينة معينة للمراد .
[1] تعليقات على منهج المقال : 176 . [2] لاحظ ! وسائل الشيعة : 25 / 288 الباب 5 من أبواب الأشربة المحرمة . [3] كذا ، وفي المصادر : ( ويبقى الثلث ) . [4] الكافي : 6 / 426 الحديث 4 ، وسائل الشيعة : 25 / 291 الحديث 31933 . [5] مجمع الفائدة والبرهان : 11 / 204 .