نام کتاب : تقرير بحث السيد البروجردي ( في القبلة ، الستر والساتر ، مكان المصلي ) نویسنده : الشيخ علي پناه الاشتهاردي جلد : 1 صفحه : 13
يصير المرئي بسبب البعد أصغر والسرّ في صيرورته أصغر ما ذكرنا أيضا ، فكلَّما صار المواجه أبعد تكون المحاذاة المرئيّة أكثر . فتحصّل أنّ البعيد لا يلزم أن يكون بتمام وجهه محاذيا الكعبة ومتوجّها إلى عينها بل لا يمكن ذلك عادة . مع أنّه لا دليل عليه الَّا الآيات والأخبار الواردة في لزوم الاستقبال بالوجه وهو يحصل بما ذكرنا فلو لزم الاستقبال إلى العين لنبّهوا عليهم السلام ، ولأوجبوا تعلَّم الهندسة وقواعد الأسطرلاب على المصلَّين . بل مقتضى كون المسألة محل ابتلاء لعامة المسلمين في كثير من التكاليف المتوجّهة إليهم كالصلاة الواجبة ، بل والمندوبة في الجملة ، وحل الذبائح وعدم جواز التخلَّي إليها ووجوب دفن المسلمين إليها وأمثال ذلك ممّا يوجب معرفة القبلة ولو مقدّمة ، كون الأخبار الواردة عنهم عليهم السلام متواترة ، مع عدم نقل خبر واحد عنهم عليهم السلام فضلا عن المتواتر . وهذا أعنى كون الوجه محدّبا واتّصال بعض الخارجة إلى الكعبة هو السّر في الاكتفاء بالجهة . لأنّ الاستقبال هو المأمور به وهو أمر عرفيّ وان لم يصل الخط الخارج إليها ، بل وان علم عدمه كما يظهر من الجواهر . ولأنّ العرف يفهمون من قوله تعالى : « فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ » الآية ذلك بالنسبة إلى البعيد كما يظهر من مصباح الفقيه الهمداني ( ره ) وان كان موجّهين أيضا الَّا أنّ ما ذكرناه أوجه لمعلوميّة الملاك حينئذ . وعلى ما ذكرنا ينطبق ما رواه زرارة في الصحيح ، عن أبى جعفر عليه السلام من أنّ ما بين المشرق والمغرب قبلة [1] بعد سؤاله عن حد
[1] الوسائل باب 9 ، حديث 2 من أبواب القبلة ، ج 3 ص 227 .
13
نام کتاب : تقرير بحث السيد البروجردي ( في القبلة ، الستر والساتر ، مكان المصلي ) نویسنده : الشيخ علي پناه الاشتهاردي جلد : 1 صفحه : 13