responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحرير المجلة نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 5


وقد جرت عادة المؤلفين في الغالب ان يذكروا امام المقصود مقدمة تشتمل على أمور تفيد مزيد بصيرة في العلم والكتاب ونحن بتوفيقه تعالى نذكر من باب المقدمة أموراً لعلها تنفع في الغرض إن شاء اللَّه ( الأول ) أهم شيء يلزم معرفته بادئ بدء . ان اللَّه سبحانه لما تعلقت مشيئته بإيجاد هذا النوع وهو المسمى بالبشر وقضت حكمته ان يعمر به هذه الكرة التي تسمى بالأرض ويمهد له فيها وسائل الرقي باختياره إلى مدارج القدس ومعارج السعادة في أولاه وأخراه لذلك أودع فيه غرائز وأوضاع ، وفطرة على سجايا وطباع ، قمية له بالغرض الذي خلق من اجله - فجعل فيه الشهوة والغضب وما يتشعب منهما من الحرص والطمع والطموح والتعالي وما إلى ذلك مما لسنا بصدد إحصائه ، ولكن لما كان من لوازم تلك الشناشن التغالب والتكالب ، والتشاحن والتطاحن ، وسعي بعض في هلاك بعض وحب الأثرة والإمرة ، وكان إرخاء العنان لتلك الغرائز وتركها على رسلها مما يعود بنقض الغرض من خلق الإنسان - لا جرم احتاجت القوتان إلى قوة أخرى تكبح طغيانها ، وتمسك عنانها ، وتعدل أوزانها ، فنفخ فيه من روحه ( القوة العاقلة ) لتكون هي المسيطرة على جماح تلك القوتين الجبارتين ، ولما كانت قوة العقل البشري نوعا محدودة ، وحظيرة إدراكاته ضيقة ، وكثيراً ما تكون في كثير من البشر ضعيفه ، وما أكثر ما تتغلب واحدة من تينك القوتين على القوة العاقلة فيصبح العقل أسير الهوى والعاطفة - فكان من الضروري في العناية الأزلية مناصرة العقل بمساعد وقائد برفده في

5

نام کتاب : تحرير المجلة نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست