فهل يليق بالكتب العلمية سيما التي تدرس في المدارس العالية ان تشتمل على مثل هذه السفاسف التي هي اليوم من قبيل ما يقال ( السماء فوقنا ) والتي لا يترتب على نشرها أي فائدة . ( ( وفسر الماء بعد الجهد بالماء ) ) وإذا كان لأصحاب ( المجلة ) عذر من جهة ظروفهم فأي عذر لمن يعنيهم الأمر اليوم في إبقاء هذه المواد على ما هي عليه مما لا يتناسب مع عصرنا ومحيطنا ، وما العذر في ترك هذا الكتاب على علاته من دون تحرير أو تحوير ، وما دفعنا إلى النهوض بهذه الأعباء إلا خدمة العلم وتسهيل السبيل إلى الأسس الرصينة لنشأتنا الحديثة ونشأتنا الناهض وتمرينهم على طلب الحقائق الجوهرية وعدم الجمود على تسطير المواد والصناعة اللفظية ، والرصانة والمتانة هي الهدف الاسمي في كل شيء سيما في العلوم والقضايا الحقوقية ، وباللَّه المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل وأكثر المواد المسطورة هنا أعني في ذيل هذه المقدمة من ذلك الأسلوب الواهي ، واللازم ان نقتصر على المهم النافع منه : مثل . ( مادة : 145 ) المثلي : ما يوجد مثله في السوق بدون تفاوت يعتد به ، اختلف فقهاؤنا في تعريف ( المثلي ) وما يقابله وهو ( القيمي ) وليس المراد التعريف والحد الحقيقي طبعاً بل القصد إعطاء الضابطة للتمييز بينه وبين القيمي حتى يستراح اليه عند الشك في موارد الضمانات حيث ان المثلي يضمن بالمثل والقيمي يضمن بالقيمة فلا بد من ضابطة