نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 77
بَيْنَهُما صُلْحاً والصُّلْحُ خَيْرٌ وأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ وإِنْ تُحْسِنُوا وتَتَّقُوا فَإِنَّ الله كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً » [1] . كما جاء في تفسيرها عن جماعة من الصحابة والتابعين [2] ، أما إذا لم تجد هذه المحاولات مع كل من الزوجين وبقيا على خلافهما ونفورهما ، فليس لأحدهما أن يتعدى ، ما رسمه القرآن ، باستعمال الأساليب التي قد تؤدي إلى اليأس من عودة الحياة الزوجية إلى سابق عهدها الزاهر ، بل يعود الأمر في هذا الحال إلى أولياء الزوجين ليعالجا ما حصل بينهما من خلاف وشقاق ، وعلى ذلك تنص الآية الكريمة : « وإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِه وحَكَماً مِنْ أَهْلِها إِنْ يُرِيدا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ الله بَيْنَهُما إِنَّ الله كانَ عَلِيماً خَبِيراً » [3] . ولا بد في الحكمين أن يكونا صالحين بعيدين عن الهوى والغرض ليعملا بإخلاص وتجرد ، في العودة بالحياة الزوجية إلى ما كانت عليه ، وقد جاء في تفسيرها عن ابن عباس رحمه الله [4] إن الله أمر أن يبعثوا رجلا صالحا من أهله ورجلا صالحا من أهلها فينظران أيهما المسئ . فإن كان الرجل المسئ حجبوا عنه امرأته وقصروه على النفقة ، وإن كانت المرأة قصروها على زوجها ومنعوها النفقة . وليس للحكمين صلاحية الطلاق إلا أن يكونا وكيلين في إيقاعه لو فشلا في التوفيق بينهما . لقد أوصت الآيات الكريمة بعلاج مشاكل الزوجين بهذا النحو الذي ذكرناه ، حتى لا تكون جحيما يسوقهما إلى الطلاق لأقل سبب يحدث بينهما ، أما إذا فشلت جميع المحاولات وأخفقت جميع المساعي التي بذلها الزوجان والحكمان وكانت حياتهما لا محالة جحيما ، تجر من ورائها أنواعا من الجرائم والمفاسد على البيت والأسرة ، كان ولا بد في مثل ذلك ان يضع الإسلام علاجا آخر لإنقاذها من ذلك البيت
[1] سورة النساء الآية 128 . [2] مجمع البيان جلد 2 صفحة 120 . [3] سورة النساء الآية 35 . [4] مجمع البيان نفس المصدر .
77
نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 77