نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 76
إكرامها والتغاضي عن هفواتها المرأة خلقت من ضلع أعوج فان ذهبت تقيمه كسرته ويقول الله سبحانه : « وعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً ويَجْعَلَ الله فِيه خَيْراً كَثِيراً » . ومع كل هذه العناية والحيطة التي اتخذها الإسلام لاستقرار الحياة الزوجية وازدهارها ، فقد جاء الإسلام بعلاج تأديبي للمرأة ان بدا منها نشوز أو تمرد عليه مع قيامه برعايتها والإحسان إليها ، وأباح له أن يقف منها موقف المربي الحكيم كي ترجع إلى صوابها ، فان لم يغنه التوجيه والإرشاد رخص له الإسلام في ضربها بقدر الحاجة ، فإن أطاعت واستقامت سيرتها معه ، عاد إلى حسن صنيعه بها . قال سبحانه : « واللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ واهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ واضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً » . لقد تعرضت هذه الآية للعلاج الذي ينبغي استعماله مع الزوجة إذا بدا منها تقصير بواجبها وتمرد على زوجها مع قيامه بالمفروض عليه من حقها . وليست المراتب الثلاثة التي نصت عليها الآية ، إلا لارجاعها إلى الطريق القويم الذي كانت عليه أولا ، فإن رجعت بالموعظة ليس له أن يعالج نشوزها بالهجر أو الضرب ، حتى إذا لم تغنه عظتها سلك الطريق الثاني . وهكذا حين تعود حياتهما إلى سابق عهدها من الهدوء والاستقرار . وكما أرشد القرآن الكريم إلى العلاج الذي ينبغي للزوج أن يستعمله مع زوجته أرشدنا أيضا إلى ما يجب على الزوجة ان تقوم به إذا بدا من الزوج نشوز أو ظهر لها فتور في مودته ، فعليها في مثل هذه الحالة إن تحاول إصلاحه وإرجاعه إلى سابق عهده معها ، بما أوتيت من لطف وكياسة وتتغاضى عن شيء من حقوقها ، والى ذلك تشير الآية الكريمة : « وإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا
76
نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 76