نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 243
التدوين ، كما أجمع على ذلك المحدثون . الصحيفة الصادقة : لقد استطرد الدكتور محمد يوسف في حديثه عن التدوين بصورة افرادية ، منذ فجر الإسلام ، حتى انتهى إلى نبأ الصحيفة الصادقة ، المنسوبة إلى عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : ان عبد الله هذا قد استأذن النبي ( ص ) ان يكتب عنه في حال الرضا والغضب ، فأذن له . وأن مجاهدا دخل على عبد الله ، فتناول هذه الصحيفة فتمنع عليه ، فقال : أتمنعني عن كتبك ؟ فقال : ان هذه الصحيفة الصادقة ، التي سمعتها من الرسول ، ليس بيني وبينه أحد ، فإذا سلم لي كتاب الله وسلمت لي هذه الصحيفة ( والوهط ) [1] ، لا أبالي ما صنعت الدنيا [2] . وبعد أن نقل نبأ هذه الصحيفة التي كتبها عبد الله بإذن من النبي في حالتي الرضا والغضب ، انتهى إلى أن هذه الصحيفة لا تختص بالفقه ، لأن صاحبها لا يبالي ما صنعت الدنيا ، إذا سلمت له الصحيفة وأرض كان يستغلها . فلا بد وأن يكون فيها كل ما يحتاجه من أمور الدين والدنيا . كما انتهى إلى نتيجة أخرى ، هي أن هذه الصحيفة قد جمعت من الحلال والحرام مسائل كثيرة ، تكفيه مع كتاب الله في معرفة الحلال والحرام . وان عبد الله كان يرى أن الفقه من خير ما يعطاه الإنسان . ومن جميع ذلك ينتهي إلى القول انه كان في عصر الرسول شيء ، وربما كان كثيرا ، من مسائل الفقه وأحكامه ، قد كتب فعلا في فجر الإسلام [3] . وإذا أردنا أن نقارن بين ما ذكره هنا وما ذكره سابقا في حديثه عن عدم تدوين الحديث والفقه في عصر الصحابة ، والأسباب التي من أجلها امتنع المسلمون في فجر الإسلام من تدوين الحديث ، نرى أنه قد تراجع عن رأيه
[1] الوهط : أرض كان يزرعها . [2] تاريخ الفقه الإسلامي ، عن ابن عساكر في تاريخه ، كما نقل ذلك في الأضواء ، عن مصادر أهل السنة . والسنة قبل التدوين إلى محمد عجاج الخطيب . [3] تاريخ الفقه ( ص 186 ) .
243
نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 243