نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 225
الذي تقدمه وتأخر عنه . ففي الدور الذي تقدمه ، وهو دور الصحابة ، كان لكل واحد من الصحابة أن يفتي بما سمعه عن الرسول ويحدث بما رواه عنه . وكل ما في الأمر ان من بيدهم سلطة التنفيذ ، لم يسهلوا الطريق لجميع الرواة والمفتين . لذا فقد ظهرت آراء الفقهاء والمفتين من الشيعة في بعض مسائل الفقه ، كما ظهر ذلك الفصل الذي تحدثنا فيه عن دور التشيع في الفقه الاسلامي بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم . اما في الدور المتأخر عن عصر التابعين ، وهو الدور الذي يبتدئ في الشطر الأخير من حياة الإمام الباقر ويستمر إلى نهاية عهد الإمام الصادق عليهما السلام [1] . فقد تيسر لهذين الإمامين وأصحابهما ، التعبير عن آرائهم في أصول الاسلام وفروعه ، وشاع الجدل والنقاش بينهم وبين غيرهم من الفقهاء والفلاسفة ، في مباحث الفقه والكلام وغيرهما من الشبه التي انتشرت بين المسلمين بواسطة اتصالهم بالبلاد التي غزاها الاسلام . وجمعت مدرسة الإمام الصادق آلاف الطلاب من مختلف الأقطار الاسلامية ، وانتشر فقهه وحديثه بين الملايين من الناس ، ومن أجل ذلك نسب إليه المذهب . ومهما كان الحال ، فلقد كان الفقهاء ورواة الحديث من الشيعة ، يعدون بالمئات في عصر التابعين وتابعيهم ، وعليهم كانت تعتمد مدارس الفقه والحديث ، في مكة والمدينة والكوفة ، وبقية المدن الاسلامية الكبرى . وعن الذهبي في ميزان الاعتدال ، ان التشيع كثر في عهد التابعين كثرة مفرطة . وقال في ترجمة أبان بن تغلب ، بعد ما نقل توثيقه عن جماعه من الاعلام ، كابن حنبل وابن معين وأبي حاتم ، لقائل ان يقول : كيف ساغ توثيق مبتدع ، وحد الثقة العدالة والاتقان ؟ وجوابه ان البدعة ضربان : صغرى كغلو التشيع ، أو التشيع بلا غلو ولا تحرف ، وهذا كثر في التابعين وتابعيهم ، مع الدين والورع والصدق ،
[1] حسب النهج الذي سلكناه في هذا الكتاب ، في الحديث عن الفقه الشيعي .
225
نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 225