نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 208
وروى إسحاق بن حريز عن الإمام الصادق ( ع ) انه قال : كان سعيد ابن المسيب من ثقات علي بن الحسين ( ع ) . وروى محمد بن أبي نصر البزنطي انه ذكر في مجلس الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام ، القاسم بن محمد ابن أبي بكر وسعيد بن المسيب ، فقال : « لقد كانا على هذا الأمر » . وقد وردت بعض الروايات التي قد توهم انحرافه عن أهل البيت ، لأنه لم يحضر الصلاة على علي بن الحسين ، ولكن الشيخ محمد طه في رجاله ، بعد ان أورد ما يدل على تشيعه وولائه لأهل البيت قال : لم نجد ما يدل على ذمه سوى ما روي مرسلا انه لما مرّت جنازة علي بن الحسن ( ع ) انجفل الناس ولم يبق في المسجد الا سعيد بن المسيب فوقف عليه ( خثرم ) مولى أشجع ، قال : يا أبا محمد إلا تصلي على هذا الرجل الصالح في البيت الصالح ؟ قال : أصلي ركعتين في المسجد أحب إلي من أن أصلي على الرجل الصالح في البيت الصالح . وهذه الكلمة ، كما يمكن أن تكون بدافع الجفاء والغلظة ، يمكن أن تكون تقية منه ، أو لإبعاد نفسه عن التهمة بالرفض ، في ذلك الظرف الذي كان الحجاج فيه يقتل الأبرياء لمجرد اتهامهم بالتشيع . وقد قتل سعيد بن جبير لهذا السبب . ولقد كان بعض أصحاب الإمام الصادق ، إذا رآه يصرف وجهه عنه ، حذرا من اشتهاره بالتشيع [1] . وفي رواية علي بن زيد : لقد اعتذر عن تركها ، بأنه سمع من علي بن الحسين ان صلاة ركعتين في المسجد إذا كان خاليا ، فيهما من الأجر ما لا يحصيه الا الله ، ولم يخل له المسجد الا حينما حملت جنازة الإمام زين العابدين ( ع ) . ومهما كان الحال ، فان تخلفه عن الصلاة عليه ، لا يدل على انحرافه وعدم تشيعه ، لا سيما بعد اشتهاره بالتشيع ووجود الأحاديث الكثيرة التي تنص على موالاته لأهل البيت . وقد قال فيه الإمام زين العابدين ، انه اعلم الناس