نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 207
التشيع وآثاره . وبقيت آثار أهل البيت حية خالدة ، ومعدنا خيرا ، يفيد الإنسانية في جميع أدوارها ومراحل حياتها . اما غيرهم فقد ذهب مع الزمن ، وأصبح مثالا للرذيلة والبغي والفحشاء . ففي الدور الذي كان فيه أئمة الشيعة تحت الرقابة الشديدة ، والشيعة يقاسون ألوانا من التعذيب والتنكيل ، كان كبار الفقهاء والمفتين من الشيعة ، ولكن صبغة التشيع لم تكن بارزة في فقههم وحديثهم : ومرد ذلك إلى الضغط السياسي الذي برز في سياسة الحكام الأمويين ، الذين سخروا الدين والفقه وجميع الآثار الإسلامية لتدعيم عروشهم . ولا بد لنا من عرض موجز لعدد من مشاهير شيوخ الفقه والتشريع من رجال الشيعة في العهد الأموي ، لنعرف مدى مساهمة التشيع في الفقه الإسلامي والتفسير والحديث ، من بداية العهد الأموي ، إلى العصر الذي ظهر فيه الإمام محمد الباقر . وقد استعرض الدكتور محمد يوسف في كتابه ، تاريخ الفقه الإسلامي ، المشاهير من شيوخ التشريع في عهد الصحابة ، ومن أخذ عنهم من الفقهاء الشيعة وتلامذتهم من التابعين . وفي تاريخ التشريع الإسلامي للشيخ الخضري ما يقرب مما ذكره محمد يوسف ، ومن بين هؤلاء من ثبت تشيعه وولاؤه لأهل البيت . فمن فقهاء الشيعة سعيد بن المسيب ، وهو أحد الفقهاء السبعة الذين تخرجوا من مدرسة الفقه في المدينة . ومن أشهر المفتين والمحدثين في زمانه . ولد لأربع سنوات من خلافة عمر الخطاب ولازم الأئمة من أهل البيت وأصبح من حواري علي بن الحسين ( ع ) . قال الفضل بن شاذان : لم يكن في زمن علي بن الحسين في آخر أمره الا خمسة نفر : سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير ومحمد بن جبير بن مطعم ويحيى ابن أم الطويل وأبو خالد الكابلي [1] .