نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 205
له أمران قط هما لله رضا ، إلا أخذ بأشقهما عليه ، وما نزلت برسول الله نازلة ، إلا دعاه ثقة به ، وما أطاق عمل رسول الله من هذه الأمة غيره . وانه كان ليعمل عمل رجل كأن وجهه بين الجنة والنار ، يرجو ثواب هذه ويخاف عقاب الآخرة . ولقد أعتق من ماله الف مملوك في طلب رضا الله والنجاة من النار ، مما كدّ بيده ورشح منه جبينه . وما رأيت أحدا من ولده يشبهه في لباسه وقوته وعلمه وفقهه ، أكثر من ولده علي بن الحسين ( ع ) » . ولقد بلغ به الحرص على العلم وأهله ، انه كان يستقبل طالب العلم ويعانقه ، ثم يقول له : « مرحبا بوصية رسول الله » . وكان يقصد عبدا اسود ويجلس عنده ، فقال له بعضهم : أنت سيد الناس وأفضلهم ، تذهب إلى هذا العبد وتجلس عنده ؟ فقال : « العلم يتبع حيث كان » . وقال الشيخ محمد الخضري ، وهو يتحدث عن كبار التابعين وأشهرهم في الفقه والفتوى : « ان علي بن الحسين الهاشمي هو الإمام الرابع من أئمة الشيعة الإمامية ، يعرف بزين العابدين ، روى عن أبيه وعمه الحسن وعائشة وابن عباس وغيرهم » . ونقل عن الزهري انه قال : « ما رأيت أحدا كان أفقه من علي بن الحسين » وقال ابنه : « ما رأيت هاشميا أفضل منه » [1] . وليس غرضنا من ذكر هذه الطائفة من أقوال علماء عصره فيه ، ان نستقصي جميع ما قيل فيه من تقريض وثناء ، وانما المقصود مما ذكرناه من أقوال هؤلاء الإعلام انه كان مرجعا في الأحكام في عصره ، على الرغم من الرقابة الشديدة ، التي فرضتها سياسة الحكام عليه بصورة خاصة . وقد تلمذ عليه جماعة من فقهاء التابعين ، منهم القاسم بن محمد بن أبي بكر وسعيد بن المسيب وابن جبير وأبو حمزة الثمالي وأبو خالد الكابلي وغيرهم . قال السيد حسن الصدر : ان القاسم بن محمد وسعيد بن المسيب وأبا خالد الكابلي من ثقات علي بن الحسين وحواريه ( 2 ) .
[1] تاريخ التشريع الإسلامي ص 151 . ( 1 ) تأسيس الشيعة .
205
نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 205