responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 72


وقد ذكرنا انه لا يحتاج الى جعل جاعل بخلاف الوجوب الموضوعي فلا يتحقق ولا يوجد بوجه الا بجعله تعالى وحده لا شريك له فان الله سبحانه كما ان له ولاية التكوين والإيجاد كذلك له سبحانه ولاية التصرف في كل ما سواه بكل أنحائه ومنها ولاية التشريع والتقنين والأمر والنهي والقبض والبسط لان كل ما سواه مملوك له تعالى وولاية التشريع حق طلق له سبحانه وله الطاعة المفترضة بالذات على جميع من سواه ولا طاعة لأحد على أحد بوجه من الوجوه لان كلهم مملوكون له تعالى في عرض سواء ولا يجوز تصرف أحد في شأن أحد لعدم أولوية أحد على أحد فمن وثب على رقاب الناس وملك أمورهم وحكم فيهم بما شاء وأراد فإنما يتصرف في سلطان الرب تعالى ولا يسوغ ذلك برضاء الناس ولا يصححه بوجه أبدا لأن الحق له تعالى فلا بد في ذلك من اذنه تعالى وأمره فمن افترض الله طاعته على الناس فقد جعله تعالى اماما عليهم يجب طاعته واتباع سنته وسيرته في ما سن وأمر ونهى وحكم وشرع بأمر الله وأذنه فيجب اتباع الرسول الإمام في ما سن من السنن الحكيمة بأمر الله واذنه بالوجوب الموضوعي كما انه يجب اتباعه في ما بين عن الله من الأمر والنهي بالوجوب الطريقي فعلى عهدة المفسر تفكيك كل واحد من العنوانين وتخليصه عن الآخر في كل ما يرد عليه من الآيات والروايات المسوقة في هذا الشأن الخطير وسنفصل القول في ذلك إن شاء الله تعالى في الآيات النازلة في إمامة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وفي إمامة آله الأئمة الطاهرين .
فقد تحصل من جميع ما قدمنا من البيان ان إبراهيم عليه السلام بعد ما تشرف بشرف النبوة والرسالة وبعد ما ابتلاه تعالى بالكلمات وإتمامها ووفائه بتلك المواثيق والعهود أكرمه تعالى بكرامة عظمى وجعله اماما للناس أي مؤتما به ومقتدى به فصارت تصرفاته وأوامره ونواهيه والسنن الحكمية التي سنها بإذن الله سبحانه شريعة إلهية يجب اتباعه والاقتداء به وستعرف إن شاء الله مما نتلو عليك من الآيات ان سير تلك المنازل وطي تلك المراحل لا بد ان يكون مقرونا بعصمة إلهية وان يكون هذا النبي والرسول والامام مؤيدا بروح القدس الذي لا ينزل ولا يخطى ولا يلهو ولا يسهو ولا يغفل ولا ينسى فعلى هذا تكون الإمامة المجعولة في الآية عطائه تعالى وتمليكه حق الأمر والنهي والقبض والبسط فحينئذ يكون وجوب أتباعه وافتراض طاعته من باب وجوب طاعة من له الأمر والنهي من الله سبحانه أو يقال ان المجعول افتراض طاعته على كل من كان اماما لهم وسيجيء الكلام في ذلك مستوفى إن شاء الله .
وفي معنى الامام وتفسيره أقوال أخرى منها ما قدمناه ان الامام في الآية هو النبي أو الرسول وذكرنا بطلان القولين ومنها ما ذكره بعضهم في قوله تعالى * ( إِماماً

72

نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست