نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي جلد : 1 صفحه : 71
إسم الكتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام ( عدد الصفحات : 270)
والرسالة ومصداقهما توضيح ذلك ان النبي والرسول صفتان مشبهتان أخذتا من الفعل اللازم فالرسول رسالة من رسل يرسل باعتبار كونه حاملا للرسالة التي تلقاها من رسل السماء والنبي من أخذ النبإ من الله سبحانه من غير واسطة وصار حاملا إياه من دون عناية أخذه من سفير أو رسول اليه وكلاهما يقعان مفعولا لبعث وأرسل قال تعالى * ( فَبَعَثَ الله النَّبِيِّينَ ) * البقرة / 213 قال تعالى * ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا ) * الجمعة 20 قال تعالى * ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَه بِالْهُدى ) * - الصف 9 والتوبة 32 . ومما ذكرنا يعلم ان تفسير الرسول بمن أرسل إليه الوحي وأمر بالبلاغ والنبي من أوحى إليه سواء أمر بالبلاغ أو لم يؤمر في نهاية الوهن والسقوط ضرورة أن البلاغ وعدمه خارجان عن مفهوم اللفظين وأجنبي عنهما لما عرفت أنهما مأخوذان من الفعل اللازم فلا محصل ان يقع الرسول والنبي بعد الأمر بالبلاغ مفعولا لبعث وأرسل وليت شعري كيف يصح تفسير الامام بالرسول والنبي مع تباينهما مفهوما ومصداقا وتباين كلا اللفظين مع الامام مفهوما ومصداقا فالإمامة أمر تشريعي مولوي على ما سيأتي بيانه إن شاء الله والرسالة والنبوة أمر عيني خارجي لأنهما عبارة عن العلم المفاض من الله سبحانه على إنسان مع الواسطة أو بدونها فان قلت أن الامام في اللغة من يؤتم به ويقتدى به وهو ينطبق على من يقتدى به في الدين ولا ريب ان الأنبياء والرسل يجب الاقتداء بهم فأي مانع ان يقال ان الامام المذكور في الآية هو الرسول والنبي الذي يجب الاقتداء بهم . قلت : قد توهم الرازي ذلك في تفسيره واقام وجوها ضعيفة في إثباته وقد أعرضنا عن إيرادها وهذا القول واضح الفساد ضرورة ان وجوب اتباع الرسول والنبي في ما يتلقاه عن الله سبحانه من مصاديق الامتثال لأمره تعالى وبديهي أن امتثال أمره تعالى واجب باستقلال وضرورة من العقل وجوبا ذاتيا لا يناله يد الجعل المولوي فلا يعقل ان يكون مجعولا بالتشريع ووجوب الائتمام بالرسول والنبي وجوب طريقي إلى امتثال امره تعالى وواجب بعين وجوب امتثال أمر الله فلا يصح ان يقال ان وجوب الاتباع في ما يتلقاه عن الله في المعارف والعقائد والأحكام مجعول بالجعل المولوي فلا يجوز أن يقال أن الامام المجعول في الآية أي الجعل الرسول والنبي باعتبار وجوب طاعته تشريعا ولا يجوز الالتزام بترادف الامام مع الرسول والنبي باعتبار وجوب طاعتهما بوجوب طاعته تعالى . فالذي ينبغي ان يقال ان الامام من يجب طاعته والاقتداء به في الدين بالوجوب الموضوعي لا بالوجوب الطريقي فإن الوجوب الطريقي هو عين وجوب طاعته تعالى
71
نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي جلد : 1 صفحه : 71