نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي جلد : 1 صفحه : 70
والسلام ويتشرفون بالانتساب اليه اما في النسب أو في الدين والشريعة حتى ان عبدة الأوثان كانوا معظمين لإبراهيم عليه السلام . أقول هذا الوجه في نهاية الوهن والسقوط فإن الآية الكريمة في سياق التقدير لإبراهيم وإعطاء الإمامة إياه عليه السلام تشريفا وتكريما في مرحلة الثواب لإتمام الكلمات ولا شاهد في المقام ان ذلك وعد لإبراهيم سيحققه تعالى ويجعله اماما الى قيام الساعة وليس إبراهيم اماما عندهم بالمعنى الذي جعله تعالى اماما وأي مناسبة بين إبراهيم وبين الوثنيين وبين اليهود وبين النصارى القائلين * ( عُزَيْرٌ ابْنُ الله ) * و * ( الْمَسِيحُ ابْنُ الله ) * فإن * ( أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوه وهذَا النَّبِيُّ ) * . آل عمران - 48 فتحصل في المقام ان مورد الاتباع والائتمام بإبراهيم الإمام هي السنن التي سنها إبراهيم عليه السلام وأمر بها ونهى عنها بأمر الله تعالى وباذنه بالإمامة التي أعطاها وكذلك في ما يفعل ويحكم ويأتي ويترك في الشؤون الاجتماعية القبض والبسط في ما يهتم من أمور العباد والطريق في إثبات ذلك السنن والأحكام هي الأدلة الشرعية أي القرآن الكريم والروايات المعتبرة المأثورة عن النبي ( ص ) وعن آله الأئمة الطاهرين . قوله تعالى * ( إِماماً ) * بيان قوله تعالى * ( إِماماً ) * مفعول ثان لقوله تعالى * ( جاعِلُكَ ) * والظاهر انه مصدر من أم يؤم بمعنى المأموم مثل الإله بمعنى المألوه فيه قال في رياض السالكين ص 476 والامام بمعنى المأموم كما نص عليه الجوهري انتهى . وقال الرازي في تفسيره ج 4 ص 39 اسم من يؤتم به كالإزار اسم لما يؤتزر اي يأتمون بك في دينك انتهى . أقول الظاهر ما ذكرناه انه مصدر قد روعي فيه معنى الاشتقاقي والوصفي وفي تاج العروس ج 8 ص 192 قال الى ان قال أمهم وأم بهم تقدمهم والامام والأمم بالكسر كل ما ائتم به من رئيس وغيره كانوا على صراط مستقيم وكانوا صالحين . وفيه أيضا قال قال الجوهري الإمام الذي يقتدي به انتهى . قال في القاموس ج 3 ص 78 الامام ما يؤتم به من رئيس وغيره انتهى . أقول قد ذكرنا ان الامام مصدر من أم يؤم ويؤيده ما أوردناه من كلام الجوهري وما أوردناه من تاج العروس انه مأخوذ من أم يؤم واما ما ذكره الرازي انه مثل الإزار اسم لما يؤتزر فبعيد جدا لما فيه من عدم العناية إلى المعنى الوصفي . وكيف كان فالأمر المجعول بقوله تعالى * ( جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ) * اي نجعله مؤتما به ومقتدى به في جميع ما أمر به ونهى وفي كل ما يفعل ويترك من الشؤون الدينية ولا يجوز تفسير ذلك بالرسالة كما فسره بذلك عبده ولا بالنبوة كما فعله الرازي فلا مناسبة ولا مساس بين مفهوم الإمامة ومصداقها وبين مفهوم النبوة
70
نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي جلد : 1 صفحه : 70