ومنهم من يقول ما قال عمر ! ، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : قوموا . فكان ابن عباس يقول إن الرزية كلّ الرزية ما حال بين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم » [1] . والرواية من الروايات العجيبة التي تستفاد منها حقائق كثيرة في باب الخلافة وغيرها ، فيا لله ولهذه الجرأة على النبي الأعظم الذي لا ينطق عن الهوى ، ويجب الأخذ بما يقوله ( صلى الله عليه وآله ) بنصّ الكتاب العزيز : * ( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) * [2] أوليس هذا إيذاء للرسول ( صلى الله عليه وآله ) والله تعالى يقول : * ( والَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ الله لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) * [3] وللكلام مقام آخر « فدع عنك نهباً صيح في حجراته » . والمقصود هنا أن ظاهر الرواية جواز الوصيّة وإنشائها بالكتابة . ثالثها : ما ورد في أبواب الطلاق مثل ما رواه أبو حمزة الثمالي في رواية صحيحة قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن رجل قال لرجل اكتب يا فلان إلى امرأتي بطلاقها أو اكتب إلى عبدي بعتقه ، يكون ذلك طلاقاً أو عتقاً ؟ قال : « لا يكون طلاقاً ولا عتقاً حتّى ينطق به لسانه ، أو يخطه بيده ، وهو يريد الطلاق أو العتق ، ويكون ذلك منه بالأهلة والشهود ( والشهور ) يكون غائباً عن أهله » [4] . وهي كالصريح في جواز الإنشاء بالكتابة ، لكنها مقيدة بحالة الغيبة عن الأهل ، ولكن ظاهرها أعمّ من القدرة على النطق وعدمها ، فحملها على صورة العجز كالأخرس كما أشار إليه في الوسائل بعيد جدّاً .
[1] صحيح البخاري : ج 7 ص 156 ( طبعة دار الجيل بيروت ) باب قول المريض « قوموا عني » . [2] الحشر : 5 . [3] التوبة 61 . [4] : الوسائل : ج 15 أبواب مقدمات الطلاق ب 14 ح 3 .