نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 353
إسم الكتاب : الوافي ( عدد الصفحات : 667)
بيان : ولا كان لكونه كون كيف يعني أن كونه كون لم يتحقق له كيف ولا ابتدع لمكانة أي لتمكنه شيئا مذكورا المذكور ما حصل في الذكر أي في الخاطر ولا كان خلوا من الملك قبل إنشائه ولا يكون منه خلوا بعد ذهابه بيان ذلك وتحقيقه أن المخلوقات وإن لم تكن موجودة في الأزل لأنفسها وبقياس بعضها إلى بعض على أن يكون الأزل ظرفا لوجوداتها كذلك إلا أنها موجودة في الأزل لله سبحانه وجودا جمعيا وحدانيا غير متغير بمعنى أن وجوداتها اللا يزالية الحادثة ثابتة لله سبحانه في الأزل كذلك . وهذا كما أن الموجودات الذهنية موجودة في الخارج إذا قيدت بقيامها بالذهن وإذا أطلقت من هذا القيد فلا وجود لها إلا في الذهن فالأزل يسع القديم والحادث والأزمنة وما فيها وما خرج عنها وليس الأزل كالزمان وأجزائه محصورا مضيقا يغيب بعضه عن بعض ويتقدم جزء ويتأخر آخر فإن الحصر والضيق والغيبة من خواص الزمان والمكان وما يتعلق بهما والأزل عبارة عن اللازمان السابق على الزمان سبقا غير زماني وليس بين اللَّه سبحانه وبين العالم بعد مقدر لأنه إن كان موجودا يكون من العالم وإلا لم يكن شيئا ولا ينسب أحدهما إلى الآخر من حيث الزمان بقبلية ولا بعدية ولا معية لانتفاء الزمان عن الحق وعن [1] ابتداء العالم . فسقط السؤال بمتى عن العالم كما هو ساقط عن وجود الحق لأن متى سؤال عن الزمان ولا زمان قبل العالم فليس إلا وجود بحت خالص ليس من العدم وهو وجود الحق ووجود من العدم وهو وجود العالم فالعالم حادث في غير زمان وإنما يتعسر فهم ذلك على الأكثرين لتوهمهم الأزل جزء من الزمان يتقدم سائر الأجزاء وإن لم يسموه بالزمان فإنهم أثبتوا له معناه وتوهموا أن اللَّه سبحانه فيه ولا موجود فيه سواه ثم أخذ يوجد الأشياء شيئا فشيئا في أجزاء أخر منه وهذا توهم باطل وأمر محال . فإن اللَّه جل وعز ليس في زمان ولا في مكان بل هو محيط بهما وبما فيهما وما معهما