responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 352


ولا ابتدع لمكانة مكانا ولا قوى بعد ما كون الأشياء ولا كان ضعيفا قبل أن يكون شيئا ولا كان مستوحشا قبل أن يبتدع شيئا ولا يشبه شيئا مذكورا ولا كان خلوا من الملك قبل إنشائه ولا يكون منه خلوا بعد ذهابه - لم يزل حيا بلا حياة وملكا قادرا قبل أن ينشئ شيئا وملكا جبارا بعد إنشائه للكون فليس لكونه كيف ولا له أين ولا له حد ولا يعرف بشيء يشبهه ولا يهرم لطول البقاء ولا يصعق لشيء بل لخوفه تصعق الأشياء كلها كان حيا بلا حياة حادثة ولا كون موصوف ولا كيف محدود ولا أين موقوف عليه ولا مكان جاور شيئا بل حي يعرف [1] وملك لم يزل له القدرة والملك أنشأ ما شاء حين شاء بمشيته لا يحد ولا يبعض ولا يفنى كان أولا بلا كيف ويكون آخرا بلا أين وكل شيء هالك إلا وجهه له الخلق والأمر تبارك اللَّه رب العالمين - ويلك أيها السائل إن ربي لا تغشاه الأوهام ولا تنزل به الشبهات ولا يجار من شيء ولا يجاوره شيء [2] ولا تنزل به الأحداث ولا يسأل عن شيء ولا يندم [3] على شيء ولا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى » .



[1] قوله : " بل حي يعرف " أي يعرف أنه حي بادراك آثار يعد من آثار الحي لا باتصافه بمفهوم الحياة التي هي صفة قائمة بموصوفها " وملك لم يزل له القدرة والملك " أي له القدرة والعز والسلطنة لذاته لا بكون الأشياء وسلطنته عليها وقوله " أنشأ ما شاء حين شاء بمشيته " بيان لملكه وسلطنته وقوله " لا يحد " أي لا يحاط بنهاية وصفه و " لا يبعض " أي لا ينقسم ولا يتجزى إلى أجزاء لا عقلية ولا مقدارية . ولا يجرى فيه التحديد العقلي " ولا يفنى " أي لا يطرء عليه العدم لكونه موجودا بذاته واجبا بذاته " ولا يهرم " يقال فني فلان إذا هرم و " الفاني " الشيخ الكبير لما سبق من عدم جواز التغير والضعف فيه . رفيع - ( رحمه الله ) .
[2] ولا يحار من شيء ولا يحاوره شيء ، ج ، وفي شرح المولى خليل هكذا : ولا يجار من شيء ولا يجاوزه .
[3] قوله : " ولا يندم على شيء " أي لا يظهر عليه ما كان غير ظاهر عليه من الحكمة وذلك لأنه سبحانه علم كله قدرة كله لا يعزب عنه شيء قوله ولا تأخذه سنة ولا نوم لما نفى سبحانه انحاء التغييرات صرح بنفي التغيير بالغفلة التي تكون في السنة والنوم . وقوله له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى تنبيه على عدم اختصاص شيء به دون شيء وإن الكل بنظامه له فإن كل شيء له اختصاص به حيث أوجد وجود الكل بإقامته الكل وله الحكمة والقدرة اللتان بهما أوجد هذا العالم بنظام الذي يتحير فيه العقول والمراد " بما تحت الثرى " ما تحت التراب الذي ندأه وبله أي الطبيعة الطينية . ويحتمل أن يكون المراد ب‌ " ما بينهما " ما يحصل من امتزاج القوي العلوية والسفلية وب‌ " ما تحت الثرى " ما يتكون بامتزاج الماء والتراب . رفيع - ( رحمه الله ) .

352

نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست