نام کتاب : النور الساطع في الفقه النافع نویسنده : الشيخ علي كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 110
ومزيد من الفطنة يتناول فيها الفروع من الأصول والجمع عند التعارض حيث يمكن الجمع الدلالي والترجيح عند عدمه ، ورد الجزئيات إلى كلياتها لا سيما الخفية كما تقدم أمثلتها واجراء قواعد الأصول في الخطابات كقواعد الأمر والنهى ، والعموم والخصوص ، والإطلاق والتقييد ، واستفادة الاحكام من الملازمات كباب المقدمة ومسألة الضد والمفاهيم والتعريض والتلويح والكناية وغير ذلك فهذه تحتاج إلى مزيد فطنة وحسن ادراك وهي موهبة إلهية ، ولذا وصفوها بالقوة القدسية إذ ليست هي حاصلة لكل أحد . وفي المحكي عن الشهيد الثاني ( ره ) ان هذه القوة هي العمدة في هذا الباب والا فتحصيل تلك المقدمات قد صار في زماننا في غاية السهولة لكثرة ما حققه العلماء ، وأما تلك القوة فبيد اللَّه تعالى يؤتيها من يشاء من عباده على وفق حكمه ومراده . ولكثرة التوسل باللَّه والمجاهدة في ذات اللَّه مدخل عظيم في تحصيلها فان من جاهدوا في اللَّه تعالى يهديهم سبلهم واللَّه مع المحسنين . ولعل ما في الرواية من اعتبار مخالفة الهوى في مرجع التقليد لأجل تحصيل هذه القوة القدسية ، وأما توهم ان المراد بالملكة القدسية هي القوة المكتسبة من شدة الممارسة للاستنباط كملكات الطب والنجارة ونحوهما من الحرف والصنائع والمكتسبة من ممارسة الأعمال ، فهو باطل لصحة الاجتهاد لأول مرة ، كيف وهذه مرتبة تحصل بعد تحقق الاجتهاد ، فلا يعقل أن تكون شرطا له . ويورد على اعتبار هذه الملكة ( أولا ) انه لا شك في اختلاف المجتهدين المعتبرين في المسائل الفقهية ولا بد من أن يكون واحد منهم مصيبا والباقون مخطئين ولا بد في كون المخطئين فاقدين للملكة القدسية في المسائل التي أخطأوا فيها فيلزم أن يكون المجتهد هو المصيب فقط والباقون ليسوا بمجتهدين لفقدهم للملكة القدسية التي هي شرط الاجتهاد .
110
نام کتاب : النور الساطع في الفقه النافع نویسنده : الشيخ علي كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 110