responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النور الساطع في الفقه النافع نویسنده : الشيخ علي كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 109


عنها بالقوة الاستنباطية وعليه فيكون مرادهم بشرطية هذه الملكة للاجتهاد هو الاجتهاد الفعلي أعني استفراغ الوسع ، ولكن المتأمل في كلماتهم ( ره ) يظهر له أن مرادهم بالملكة القدسية غير ذلك ، لأن الكثير منهم ذكرها شرطا للاجتهاد بالمعنى المذكور أعني بمعنى الملكة فيلزم اتحاد الشرط والمشروط سلمنا انها ليست بشرط للاجتهاد بالمعنى المذكور وإنها شرط للاجتهاد الفعلي إلا أنه لا وجه لعدها شرطا للاجتهاد الفعلي في مقابل تعلم العلوم المذكورة فإنها إنما تحصل بحصول العلوم المذكورة التي يتوقف على معرفتها الاجتهاد الفعلي .
فالتحقيق أن يقال : ان ملكة الاجتهاد والقوة عليه القريبة تنحل إلى قوتين :
( إحداهما ) المكتسبة من معرفة العلوم المذكورة .
( والثانية ) عبارة عن قوة الفهم وشدة الإدراك ومزيد فطنة بضم القواعد بعضها إلى بعض وتطبيقها على صغرياتها لاستفادة الحكم الشرعي منها فان نوع الأحكام الشرعية تحتاج في استفادتها من أدلتها إلى معرفة تركيب تلك القواعد تركيبا صحيحا ليستطيع أن يدرك الحكم الشرعي منها ، فمثلا آية ( أقيموا الصلاة ) يحتاج في استفادة وجوب الصلاة للظهر منها إلى القوة والقدرة على معرفة ان هذه صيغة الأمر لأن الأمر من أقام ( أقم ) والخطاب للجمع أقيموا ، وإن صيغة الأمر تدل على الوجوب إذا لم يكن معها قرينة على الخلاف وان هذه الآية من صغريات هذه القاعدة ، وإن لفظ الصلاة ليس مستعملا في معناه اللغوي وهو الدعاء ، وإن لها إطلاق بالنسبة إلى الظهر وليس للآية ما ينسخها ولا ما يقيدها بغير الظهر ، فهذه أبسط المسائل الفقهية كان استفادتها من هذه الآية الكريمة الواضحة يحتاج إلى هذا المقدار من الفطنة والذكاء والفهم والجمع ، فكيف بباقي الأحكام الفقهية التي ليس عليها الأدلة لواضحة والبراهين الجلية ، فلذا كان المجتهد في الفقه لا بد له من قوة في الفهم وشدة في الإدراك

109

نام کتاب : النور الساطع في الفقه النافع نویسنده : الشيخ علي كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست