وهذا بخلاف الحركات الأينية في السفر . إذ لم يعتبر اتصافها بالمقربية . فلا مانع من أن تكون تلك الحركات بعنوان انها تصرف في ملك الغير مبغوضة . لعدم كون السفر بما هو هو محرما ومبغوضا . وعلى هذا فالقول بوجوب القصر في المسألة لا يخلو من قوة [1] ومنها ان يكون السفر مستلزما لترك الواجب كما إذا كان مديونا وسافر مع مطالبة الديان أو وجب عليه تعلم العلم واستلزم السفر تركه وتنظر الشهيد الثاني في الحكم بالإتمام لاقتضاء ذلك عدم ترخص السفر إلا للأوحدي لاستلزام سفر سائر الناس غالبا لترك واجب من الواجبات هذا . ثم إنه لا وجه للحكم بالإتمام في المسألة . فإن وقوع المضادة بين السفر وترك جملة من الواجبات لا يقتضي النهي عن السفر واتصافه بالحرمة فإن ذلك يتوقف على مسألة اقتضاء الأمر بأحد الضدين النهى عن الضد الأخر أو كون ترك أحدهما مقدمة لضده الأخر فيجب تركه بناء على وجوب المقدمة . ولكن قد حقق في الأصول عدم تمامية كل منهما . وفصل بعضهم في تقريب وجوب الإتمام بين ان يسافر لأجل التخلص من أداء الدين أو تعلم العلم الواجب وبين ان يسافر لا لأجل مثل ما ذكر من الدواعي والأغراض الا انه عرض في سفره ترك جملة من الواجبات قهرا من غير أن يقصد من سفره ذلك . ففي الصورة الأولى جعل ترك الواجب غاية للسفر ولا ريب في حرمته فيجب الإتمام وهذا بخلاف الصورة الثانية - وفيه ان الروايات الواردة في وجوب الإتمام فيما كانت الغاية فيه فعلا محرما ليس إطلاق فيها حتى يقال بأخذه فيقال كل سفر حرمت غايته يجب التمام فيه بل المذكور فيها موارد خاصة كالصيد وتشييع السلطان الجائر وسعاية المسلم وإضراره وغيرها وغاية ما يؤخذ من تلك الموارد من الجامع هو الجامع الحقيقي بينها الذي هو الغاية الحقيقية فلا وجه للتعدي منها إلى غيرها من اللوازم لعدم شمول تلك الأخبار لها . ويمكن تقريب الإتمام بوجه آخر . بان يقال إن ترك الواجب يحصل بنفس السفر فيكون نفس السفر معصية وحراما كالفرار من الزحف . وفيه : انه فرق بين كون السفر بما هو سفرا حراما وبين كون حرمته بما هو سبب لترك الواجب . والواقع في الأدلة من الحكم بالإتمام
[1] قلت بعون الله ومنه ان ما افاده سيدنا العلامة أدام الله ظله محل تأمل بل منع . وذلك لاتحاد السفر وجودا فيما نحن فيه مع تلك الحركات الأينية المبغوضة المحرمة فيكون هذا السفر بوجوده الخارجي مصداقا للحرمة وهذا من غير فرق بين انحصار الطريق في الطريق المحرم سلوكه وعدم انحصاره فيه . إذ هو باختياره هذا الطريق في الصورة الثانية جعل سفره هذا مصداقا للحرمة لاتحاده مع تلك الحركات الأينية في الوجود الخارجي كما لا يخفى . س . 1 . م