وللعصفور دلو » . وزاد في الفهرست في الخطاء في تبديله « الجمل » بالبغل إن لم يكن تصحيفا . ولا أدري وجه خلطه ، والتّهذيب وإن روى خبر عمرو بعد خبر عمّار لكن ليس فيهما جملة مشتركة حتّى نقول جاوز نظره من تلك الجملة في الثّاني إلى الأوّل . قال الشّارح : « الحق المصنّف بالعصفور بول الرّضيع قبل اغتذائه في الثّلاثة وإنّما تركه هنا لعدم النصّ مع أنّه في الشّهرة كغيره » . قلت : مرّ في عنوان « وبول الصّبيّ » رواية التّهذيب ( في 31 من 11 من أوّله ) والاستبصار ( في آخر 18 من أوّله ) عن عليّ بن أبي حمزة ، عن الصّادق عليه السّلام « سألته عن بول الصّبيّ الفطيم يقع في البئر ، فقال : دلو واحد - الخبر » وقلت : إنّ فيه تحريفا وأنّ الأصل « عن بول الرّضيع غير الفطيم » فقال الصّدوق في مياه فقيهه : « وإن كان رضيعا استقي دلو واحد » وقال المفيد ( في تطهير مياه مقنعته ) : « فإن بال فيها رضيع لم يأكل الطَّعام بعد ، نزح منها دلو واحد » وأفتى الشّيخ والقاضي أيضا بأنّ في الرّضيع دلوا واحد . قال الشّارح : « واعلم أنّ أكثر مستند هذه المقدّرات ضعيف لكن العمل به مشهور بل لا قائل بغيره على تقدير القول بالنّجاسة » . قلت : بل القائل بأكثر غيرها موجود فإنّ المعدودات هنا من البعير إلى العصفور اثنان وثلاثون وقد عرفت في كثير منها الخلاف بل عرفت في بعضها عدم شهرة فيه . وكيف كان فعمل المشهور بما هو ضعيف سندا دليل على أنّ الأصل في الحجّيّة هو العمل وأمّا سلامة السّند ففرعه ، فإذا تعارض خبر ضعيف السّند مشهور وخبر صحيح السّند غير مشهور يقدّم العمل بالأوّل ، وإنّما يترجّح صحيح السّند في ما إذا كانا متكافئين في العمل كما عليه قدماء