وأحيلك من وصفه على المشاهدة ، ومن نعته على المعاينة ، فإن وافق الخبر الخبر فمن مننه جلّ وعلا ، وإن تكن الأخرى فإنّ الإنسان خلق في أوّل خلقه جاهلا ، وما أوتي بعده من العلم إلَّا قليلا . ( بسم اللَّه الرحمن الرحيم ) ( 1 ) قال الشارح : « الباء للملابسة أو للاستعانة » . أقول : الأظهر الثّاني ، فروى المعاني عن محمّد بن زياد ، ومحمّد بن سيّار عن العسكريّ عليه السّلام قال : « تقول : بسم اللَّه ، أي أستعين على أموري كلَّها باللَّه الذي لا يحقّ العبادة إلَّا له » . وأمّا قوله تعالى * ( « اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ » ) * فلا ينافيه . قال الشارح : « وإضافة » الاسم « إلى » اللَّه « تعالى دون باقي أسمائه لأنّها معان وصفات » . قلت : قال الصّوليّ : « اللَّه » اسم خاصّ للمعبود - جلّ وعلا - لا يسمّى به سواه ، قال تعالى * ( « هَلْ تَعْلَمُ لَه سَمِيًّا » ) * قال المفسّرون : لا يعلم من تسمّى « اللَّه » إلَّا اللَّه - عزّ وجلّ . قال الشارح : « وفي التّبرّك بالاسم أو الاستعانة به كمال التّعظيم للمسمّى ، فلا يدلّ على اتّحادهما بل ربّما دلَّت الإضافة على تغايرهما » . قلت : قد يراد ب « اللَّه » اللَّفظ فيكون عين الاسم ، تقول : « اللَّه اسم » ومرّ قول الصّوليّ : « اللَّه اسم خاصّ للمعبود » . وقد يراد به المعنى ، تقول : « افعل ذلك باسم اللَّه » كما تقول : « اكتب الكتاب باسم زيد » . ولا ريب أنّ الثّاني هو المراد في « بسم اللَّه » . ثمّ اختلف في الاسم هل هو من السّمو بمعنى العلوّ ، أو السّمة بمعنى العلامة ؟ الصّواب الأوّل كما حقّقه الصوليّ في أدب كتّابه ، لأنّ تصغيره