خرج إلينا ، ثمّ قلت : جعلت فداك قد ترى مكاني من هؤلاء القوم ، فقال : أنظر ما أصبت فعد به على أصحابك فإنّ اللَّه تعالى يقول * ( إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ) * [1][2] . 5 - محمد بن عيسى العبيدي قال : كتب أبو عمر الحذاء إلى أبي الحسن عليه السّلام وقرأت الكتاب ، والجواب بخطه يعلمه انّه كان يختلف إلى بعض قضاة هؤلاء وانّه صيّر إليه وقوفا ومواريث بعض ولد العباس أحياء وأمواتا ، وأجرى عليه الأرزاق وأنّه كان يؤدّي الأمانة إليهم ، ثمّ إنّه بعد عاهد اللَّه تعالى أن لا يدخل لهم في عمل وعليه مئونة وقد تلف أكثر ما كان في يده وأخاف أن ينكشف عنه ما لا يحب أن ينكشف من الحال ، فإنّه منتظر أمرك في ذلك فما تأمر به ؟ فكتب عليه السّلام إليه : لا عليك وإن دخلت معهم ، اللَّه يعلم ونحن ما أنت عليه [3] . 6 - ابن جمهور وغيره من أصحابنا ، قال : كان النجاشي وهو رجل من الدهاقين عاملا على الأهواز وفارس ، فقال بعض أهل عمله لأبي عبد اللَّه عليه السّلام : إنّ في ديوان النجاشي عليّ خراجا وهو ممّن يدين بطاعتك فإن رأيت أن تكتب له كتابا ، قال فكتب إليه كتابا : بسم اللَّه الرحمن الرحيم سرّ أخاك يسرّك اللَّه ، فلمّا ورد عليه وهو في مجلسه فلمّا خلا ناوله الكتاب وقال له هذا كتاب أبي عبد اللَّه عليه السّلام فقبّله ووضعه على عينيه ثمّ قال : ما حاجتك ؟ فقال : عليّ خراج في ديوانك . قال له : كم هو ؟ قلت : هو عشرة آلاف درهم ، قال : فدعا كاتبه فأمره بأدائها عنه ، ثمّ أخرج مثله فأمره أن يثبتها له لقابل ، ثمّ قال : هل سررتك ؟ قال : نعم ، قال : فأمر له بعشرة آلاف درهم أخرى . فقال له : هل سررتك ؟ فقال : نعم جعلت فداك ،
[1] هود : 114 . [2] الوسائل : ج 12 ، باب 46 من أبواب ما يكتسب به ، ص 143 ، الحديث 17 . [3] المصدر نفسه : ص 143 ، الحديث 14 .