فأمر له بمركب ثمّ أمر له بجارية وغلام وتخت ثياب في كلّ ذلك يقول هل سررتك ، فكلَّما قال نعم ، زاده حتى فرغ ، قال له : احمل فرش هذا البيت الذي كنت جالسا فيه حين دفعت إلى كتاب مولاي فيه وارفع إليّ جميع حوائجك ، قال : ففعل وخرج الرجل فصار إلى أبي عبد اللَّه عليه السّلام بعد ذلك فحدثه بالحديث على وجهته ، فجعل يستبشر بما فعل ، فقال له الرجل : يا ابن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم كأنّه قد سرّك ما فعل بي ، قال : إي واللَّه لقد سرّ اللَّه ورسوله صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم . [1] 7 - رجل من بني حنيفة من أهل بست وسجستان ، قال : وافقت أبا جعفر عليه السّلام في السنة التي حجّ فيها في أوّل خلافة المعتصم فقلت له وأنا معه على المائدة وهناك جماعة من أولياء السلطان : إنّ والينا جعلت فداك رجل يتولَّاكم أهل البيت ويحبّكم وعليّ في ديوانه خراج فإن رأيت جعلني اللَّه فداك أن تكتب إليه بالإحسان إليّ ، فقال لي : لا أعرفه ، فقلت جعلت فداك انّه على ما قلت من محبّتكم أهل البيت وكتابك ينفعني عنده ، فأخذ القرطاس فكتب : بسم اللَّه الرحمن الرحيم أمّا بعد فإنّ موصل كتابي هذا ذكر عنك مذهبا جميلا وانّما لك من عملك ما أحسنت فيه فأحسن إلى إخوانك واعلم أنّ اللَّه عزّ وجلّ سائلك عن مثاقيل الذرّ والخردل ، قال : فلمّا وردت سجستان سبق الخبر إلى الحسين بن عبد اللَّه النيسابوري وهو الوالي ، فاستقبلني على فرسخين من المدينة ، فدفعت إليه الكتاب فقبّله ووضعه على عينيه وقال : ما حاجتك ؟ فقلت : خراج عليّ في ديوانك ، فأمر بطرحه عنّي ، وقال : لا تؤدّ خراجا ما دام لي عمل ، ثمّ سألني عن عيالي فأخبرته بمبلغهم ، فأمر لي ولهم بما يقوتنا وفضلا فما أدّيت في عمله خراجا ما دام حيّا ولا قطع عنّي صلته حتى مات - رحمه اللَّه - [2] .
[1] الوسائل : ج 12 ، باب 46 من أبواب ما يكتسب به ، ص 142 ، الحديث 13 . [2] المصدر نفسه : ص 141 ، الحديث 11 .